يتواصل العرض السمعي "متحف متحف: شو هيدا" في "المنصة الفنية المؤقتة" في بيروت حتى الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
العرض للفنانة أنابيل ضو والتي عملت فيه على مشروع دليل سمعي يقوم به مجموعة من أبناء بيروت بتسجيل روايتهم الشخصية للقطع الأثرية الموجودة في "المتحف الوطني في بيروت"، وكيف تبنى تخيّلاتهم لكل قطعة أثرية، بعيداً عن تاريخها الحقيقي، وكيف يرون مكانها ووجودها في المتحف.
كانت الفنانة قد دعت مجموعة من أبناء بيروت إلى المتحف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وبعد ورشة عمل عن كيفية بناء السردية الفردية مقابل الجمعية، بدأ كل من المشاركين ببناء سرديته حول قطعة من قطع المتحف، ملقياً على كتفيها سيرته الشخصية وهويته كفرد وتاريخها كما يتخيله بغض النظر عن تاريخها الأصلي والواقعي.
أما المشاركون، فبعضهم لم يدخل إلى المتحف من قبل ومنهم من سبق لهم أن زاروه، ويعرفون عن القطع بعض الحقائق، لكن طلب منهم التخلّي عن كلّ ما يعرفونه.
الأسئلة التي كانت تطرح على المنحوتات مرتبطة بالحرب بشكل كبير مثل "هل قتلت أحداً؟"، "شو صار قدامك؟"، "مين عنده سلطة؟" "خايف؟" أو "إنت لبناني؟" كل حكاية ينسجها فرد، لكنها كلها ذاكرة جمعية، عن علاقة الناس بالمدينة والحرب والواقع اليوم والبحر.
"شو هيدا" عمل يرتكز على نهج تشاركي في صناعة الفن، واستكشاف الطرق التي يتمّ بها تشويه كائن فني أو قطعة أثرية بالمعنى الاجتماعي والسياسي والمعنوي والشخصي.
وهكذا تعتبر "شو هيدا" تجربة للحظة الحالية في المتحف، حيث تواجه هذه القطع الأثرية برؤية معاصرة، وتجلبها إلى الحياة الآن، ويترك فيها المتلقي جزءاً من حياته ضمن قصتها.