ما إن خرج "داعش" من مدينة تدمر السورية، بعد قرابة عام من سيطرته عليها، بدأت الصور تأتي منها، وتُطلعنا على ما هُدم ونُهب من معابدها وقطعها الأثرية. ومن قبل تدمر، كانت هناك مدينة الموصل العراقية التي عرفت أيضاً أعمال هدمٍ وسلبٍ مارسها المتطرّفون.
ضمن هذا الوضع، افتُتح اليوم المؤتمر الدولي الثاني لكلية الآثار في جامعة الفيوم، واستضافته الجامعة العربية تحت شعار "التراث الأثري في العالم العربي: التحديات والحلول".
بعد حديثه عن أهمّية هذا التراث، وتحذيره من خطورة الهجمات الإرهابية عليه في مختلف المدن العربية، أشار أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى جُملة من الاتفاقيات الدولية والمحلية المتعلّقة بالآثار في مصر وسورية والعراق، كان قد وُقّعت، أو ستوقّع، بهدف تعزيز التعاون والعمل على حفظ التراث.
من الاتفاقيات التي ذكرها، واحدة أفضت إلى تشكيل لجنة يفترض أن تُقرّ باسترداد رأس الملكة نفرتيتي من ألمانيا. ووضّح العربي أنه التقى خلال الفترة الماضية بمدير عام منظمة اليونسكو، إيرينا بوكوفا، حيث ناقشا سبل التعاون والتنسيق بين المنظمتين، خصوصاً فيما يتعلق بـحماية التراث الثقافي العربي "المهدّد بالانهيار".
كما ذهب إلى أن لجاناً انبثقت عن اليونيسكو واللألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، وغيرها من المنظمات، صدر عنها عدد من التوصيات الهامة للحفاظ على التراث ولاتخاذ آلية دولية لحماية التراث الثقافة.
وتابع منوّهاً أن الأمانة العامة للجامعة العربية بصدد إعداد إستراتيجية عربية لحماية التراث، مشيراً إلى أنه سيُعقد اجتماع للخبراء في هذا المجال من الدول العربية والمنظمات العربية والدولية المتخصّصة لوضع التصوّر النهائي لإعداد الإستراتيجية، كما صدرت عن اللجنة توصية بإنشاء موسوعة التراث الثقافي العربي، لتوثيق التراث الثقافي للدول العربية.
هكذا، لم يتجاوز كلام العربي فكرة الطاولات المستديرة، التي ظلّت معظم مقترحاته تدور حولها؛ فالحديث في أغلبه كان حول مساعٍ إلى عقد لجان ووضع إستراتيجيات ولقاء خبراء، من دون التطرّق إلى أي حلول أو حتّى رؤى عمليّة تتبيّن راهن الآثار العربية وتفعيل الحفاظ عليها وحمايتها.