في عام 1963، أصدر الروائي الفلسطيني غسان كنفاني (1936 – 1972) روايته الأولى "رجال في الشمس"، التي حظيت باهتمام نقدي يوازي انتشارها، وتعدّدت القراءات حول شخصياتها في بنائها الرمزي الذي يستند إلى الواقع، الذي عاشه الشعب الفلسطيني بعد النكبة سنة 1948.
يجسّد العمل الرحلة في ثلاثة رجال مهاجرين ورابعٌ سيقوم بتهريبهم عبر الحدود، عبر نقلهم في خزان كبيرة بسيارة نقل، وقرب الحاجز الحدودي يتركهم المهرّب لفترة طويلة يتحدّث خلالها مع أحد جنود الحاجز، لتنال منهم حرارة الشمس الملتهبة ويموتون جميعهم في الخزان.
"رجال غسان كنفاني" عنوان الرواية التي صدرت حديثاً للكاتب المصري عمرو العادلي عن "الدار المصرية اللبنانية"، ويتناول فيها فيها سيرة حياة أحد أبطال "رجال في الشمس"، وهو مروان، أصغر الرجال الثلاثة سنًا، متخيّلاً حياة جددة له في زمن متغير وسياق مغاير.
مروان الذي رسمه كنفاني، كان فتى في المرحلة الثانوية اضطر إلى ترك المدرسة والذهاب إلى البصرة ليدخل منها إلى الكويت بمساعدة المهرّبين حتى يعمل وينفق على والدته وأشقائه الصغار، وقد حدث ذلك بعد أن توقّف شقيقه الذي يقيم في الكويت أيضاً عن إرسال حوالاته بسبب زواجه، بينما تخلّى عنهم والدهما وتزوّج بامرأة ذات إعاقة، وهرب من تحمّل مسؤولياته.
تتقاطع الحياة في رواية العادلي إلى حياتين، الأولى تتفاعل مع أحداث واقعية تحدث له بالفعل، وحياة أخرى ملتزمة بالخيال ولا تعرف سوى فلسطين، وبين دروب الحب والانكسار تمضي هذه الرواية بقارئها، ليعيش مع مروان حلاوة الحلم ومرارة الشجن، والذي يجد نفسه في طريقه إلى الأردن، ومنها إلى مصر، حيث يدخل متاهة جديدة من متاهاته المتتالية، مستحضراً طوال رحلته أمّه التي تتنظره.
يُشار إلى أن عمرو العادلي كاتب وباحث في علم اجتماع الأدب. صدر له خمس مجموعات قصصية منها: "حكاية يوسف إدريس"، و"عالم فرانشي". كما صدر له خمس روايات منها: "الزيارة"، و"رحلة العائلة غير المقدسة"، و"اسمي فاطمة".