لا يزال المسرح الأردني أسير التظاهرات الموسمية، الرسمية والأهلية منها، والتي تشكّل الفضاء شبه الوحيد للعرض، بحيث يحتاج العمل الواحد إلى جهدٍ وتدريبٍ مكثفين لأشهر، إلى جانب تكلفة مالية تقدّر بآلاف الدولارات ولا يحظى سوى بعدّة عروض في الموسم الواحد.
قلّة من الأعمال تسعى إلى الخروج عن هذه المعادلة، ومنها مسرحية "بحر ورمال" من إعداد وإخراج عبد السلام قبيلات والتي تُعرض عند الثامنة من مساء الأربعاء المقبل، السابع عشر من الشهر الجاري، على خشبة "مسرح الشمس" في عمّان، ويعاد عرضها في الموعد نفسه في اليوم التالي.
العمل قّدّم للمرة الأولى عام 2016 بإنتاج مستقل خارج المهرجانات، وينتمي إلى مسرح العبث، حيث تدور أحداثه على سطح السفينة التي تنتظر أن يَسمح لها المرفأ بأن ترسو، ولقد مرّ زمن طويل.. وأخذت السفينة تتصدع، وبدأ الركاب يفقدون رشدهم من طول الانتظار"، بحسب بيان المنظّمين.
تستند المسرحية إلى نص للقاص وكاتب السيناريو ياسر قبيلات، يتناول قصة مجموعة ركّاب على متن سفينة يقودها القبطان، وجيمعهم ينتظرون أن تسمح سلطات المرفأ لسفينتهم أن ترسو، إلا أنهم لا يحصلون منها على إجابة بالرفض أو الإيجاب، بسبب وجود حمولة غير آمنة، ومع مرور الزمن يضطرب الركاب ويصابون بالجنون، لحين اكتشافهم بأنهم لم يبحروا أساساً، بل هم يرسون على الشاطئ.
يعتمد العرض على حوارات ملؤها التساؤلات حول مصير السفينة لكنها محملة برمزية فلسفية، حيث يرمي أحد الركّاب الدلو في في البحر ليخرجه وقد امتلأ بالرمل بدلاً من الماء، ما يثير استغراب القبطان الذي لم يصادف هذا المشهد طوال سنوات خدمته الطويلة، لينطلق حوار بينهما حول ترتيب سطح السفينة بعد أن ولى زمن الأشياء المفهومة، وهو حوار يتكرّر عدّة مرات دون أن يصلا إلى نتيجة.
و لا يملّ شاب وشابة من سؤال القبطان النائم عن موعد رسو السفينة في مرفأ ما، لكنهما لا يعثران لديه على إجابة مقنعة، وفي الأثناء يصعد الشاب على سارية السفينة ليخبرهم أنه رأى شخصاً يمشي على الماء ويلوّح لركاب السفينة بيديه، والذين بدورهم لا يرونه. ومع تكرار صعوده ونزوله، يملّ الركاب من تخيّلات الشاب وبقررون التعامل معه باعتباره مجنوناً.
يشارك في تقديم أدوار المسرحية كلّ من رشيد ملحس، وعدي حجازي، وحياة جابر، ومعتصم سميرات، ودانا أبو لبن.