يافا الجميلة، فتكت بها فتنتها. لعل هذا ما يفكّر به المرء، وهو ينظر إلى موقع تلك المدينة الفلسطينية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. مدينة لها سمو رابية، مكنتها تأدية دور مميّز من تلقاء ذاتها. للمرء أن يتخيّلها على هيئة عصفور يأنف كالغزال، جرّاء الارتفاع عن سطح البحر لمائة وثلاثة وثلاثين قدمًا، ما أهّلها لتكون بشكل طبيعي ومنذ أقدم العصور ميناءً مهمًا، إن لم يكن الأهم - في شرق المتوسط العريق بحضاراته؛ برية مائية، إن جاز التعبير، لوسمِ أهل فينيق، وأهل كنعان.
يافا العصفور الغزال؛ منمنمة ذكية مثل الطير، وذات جمال بلون أخّاذ. هو اللون الوهّاج، شبه الشمسي، الذي سيتموّج على منحنيات سهولها الخضراء؛ حبات كروية هي البرتقال. بيّارات يافا تكاد تنافس ميناءها في الشهرة والجمال.
ثمة قوم من الحسّاد البغيضين، بنوا فوق يافا، وعلى جسدها، مدينةً أخرى، وعطّلوا ميناءها عام 1965. فقد قررت حكومة إسرائيل منع السفن الكبيرة من الرسو في ميناء "عروس فلسطين".
اقرأ أيضًا : جبل المكبر
ولاحظ الباحث اللامع سمير قصير، في كتابه التاريخي عن بيروت، كيف أن انطفاء الميناء اليافاوي، ساهم إلى حدّ كبير في الإعلاء من شأن ميناء بيروت. فالطريقة التي خنقت بها تل أبيب، عروس فلسطين، يافا، تعددت صنوفها على هدي الصنوف الشريرة الشهيرة لإسرائيل.
لعل باحثًا معماريًا ما، لاحظ كيف ركبَ العمران على العمران، وكيف أكلت البيوت البيوت، وسرقَ المؤرخون طرز بناء أهل المكان.
وللمرء أن يتخيّل ما حال أهل المكان، حال فكّر بيافا، كيف قُضمت حيًا فآخر، وحُشر أهلها في أحياءٍ مشظّاةٍ، مقطّعة الأطراف. ومن بين الأحياء، يطلّ اسم حي "عجمي". حيٌّ غدا بطلًا سينمائيًا إن جاز التعبير في فيلم المخرج الفلسطيني إسكندر قبطي: "عجمي".
الحسود لا يتوب، وإذ قيل إن الفيلم ذاهب إلى هوليوود، مرشحًا لجائزة لأوسكار، قال الحسود الفيلم يمثلني أنا إسرائيل، فقد موّلته.
وقف إسكندر على الخشبة الأوسكارية، وكرّر: "أنا شخصيًا لا أمثّل إسرائيل...لا يمكنني أن أمثّل بلدًا لا يمثّلني". فرد القوم الحسود في واحدة من صحفهم بالبنط العريض: "العربي الوقح من يافا".
قبل النكبة كانت يافا تسير في دربٍ عربيٍ مفضٍ إلى الحداثة، ويذكر على سبيل المثال أن أوّل طابع فلسطيني، خرج من إحدى مطابعها. للمرء إذن أن يتخيّل الدلالة وراء معلومة بسيطة كهذه. دلالة تشي بالعمران وحيثياته، عمران كسره الحسود.
ثمة قوم من الحسّاد البغيضين، بنوا فوق يافا، وعلى جسدها، مدينةً أخرى، وعطّلوا ميناءها عام 1965. فقد قررت حكومة إسرائيل منع السفن الكبيرة من الرسو في ميناء "عروس فلسطين".
اقرأ أيضًا : جبل المكبر
ولاحظ الباحث اللامع سمير قصير، في كتابه التاريخي عن بيروت، كيف أن انطفاء الميناء اليافاوي، ساهم إلى حدّ كبير في الإعلاء من شأن ميناء بيروت. فالطريقة التي خنقت بها تل أبيب، عروس فلسطين، يافا، تعددت صنوفها على هدي الصنوف الشريرة الشهيرة لإسرائيل.
لعل باحثًا معماريًا ما، لاحظ كيف ركبَ العمران على العمران، وكيف أكلت البيوت البيوت، وسرقَ المؤرخون طرز بناء أهل المكان.
وللمرء أن يتخيّل ما حال أهل المكان، حال فكّر بيافا، كيف قُضمت حيًا فآخر، وحُشر أهلها في أحياءٍ مشظّاةٍ، مقطّعة الأطراف. ومن بين الأحياء، يطلّ اسم حي "عجمي". حيٌّ غدا بطلًا سينمائيًا إن جاز التعبير في فيلم المخرج الفلسطيني إسكندر قبطي: "عجمي".
الحسود لا يتوب، وإذ قيل إن الفيلم ذاهب إلى هوليوود، مرشحًا لجائزة لأوسكار، قال الحسود الفيلم يمثلني أنا إسرائيل، فقد موّلته.
وقف إسكندر على الخشبة الأوسكارية، وكرّر: "أنا شخصيًا لا أمثّل إسرائيل...لا يمكنني أن أمثّل بلدًا لا يمثّلني". فرد القوم الحسود في واحدة من صحفهم بالبنط العريض: "العربي الوقح من يافا".
قبل النكبة كانت يافا تسير في دربٍ عربيٍ مفضٍ إلى الحداثة، ويذكر على سبيل المثال أن أوّل طابع فلسطيني، خرج من إحدى مطابعها. للمرء إذن أن يتخيّل الدلالة وراء معلومة بسيطة كهذه. دلالة تشي بالعمران وحيثياته، عمران كسره الحسود.