من منّا لا يعرف لطيفة بن زياتن؟ هذه "السيدة - الشجاعة"، التي تحملت بصبر أسطوري اغتيال ابنها، عماد، الجندي الفرنسي، على يد الإرهابي محمد مرّاح.
لم تكتفِ بالصمت والبكاء، بل اكتشفت أن لها الكثير مما يجب أن تفعله، وخاصة السفر إلى كل الأحياء والضواحي، لتحاور الشباب والمراهقين، وتقول لهم: "نعم تستطيعون ألّا تسقطوا في فخّ الإرهاب وتشاركوا في بناء بلدكم ومستقبلكم: فرنسا".
ولم تتوقف السيدة المحجَّبة، التي تدافع عن العلمانية، والذي أغاظ لباسُها الكثيرين، ومن بينهم الكاتب الجزائري العلمانوي، محمد سيفاوي، عن الحركة. فالتقت رئيس الجمهورية والفاعلين السياسيين، من أجل فعل شيء من أجل اندماج حقيقي وعادل.
ألّفت كتاب: "مات من أجل فرنسا"، ثمّ كتابا ثانياً، عبارة عن محاورات تردّ فيها على أسئلة العديد من الطلبة والتلاميذ الذين التقت بهم، وهو بعنوان: "حدّثينا، يا لطيفة، عن التسامح؟".
وقبل أشهر صدر فيلم وثائقي عنها، من إخراج سيريل برودي وأوليفيي بيّون، بعنوان: "لطيفة، القلب في الكفاح".
وتتويجاً لنضالها الذي لا يتوقف، حتى لا يذهب قتل ابنها سُدىً، رشّحها القسّ كريستيان ديلورم، المناضل منذ عقود من أجل حوار مسيحي - إسلامي، مدعوماً من قبل نواب برلمانيين فرنسيين، لجائزة نوبل للسلام.
مسار رائع تعيشه هذه السيدة، المكلومة، وهي تتحرك، وزوجها من خلفها، مكسّرة عقدة الرجل الشرقي "المتسلّط"، من أجل أن تنجز ما عجزت عن إنجازه أحزاب وجمعيات كثيرة.