تتعرض قيادات ناشطة في احتجاجات البصرة (جنوب العراق) إلى الملاحقة من قبل القوات العراقية، على خلفية قيام متظاهرين بحرق مقر القنصلية الإيرانية، وعدد من المؤسسات الحكومية، والمباني التابعة لأحزاب ومليشيات، وفيما توعدت قيادة الشرطة بالمحافظة بـ"سحق" المخالفين، انتشرت المليشيات في شوارع البصرة.
وقال أحد قيادات تظاهرات البصرة، إن الاحتجاجات معلقة في الوقت الحاضر، بسبب التضييق الكبير الذي يتعرض له ناشطوها خلال هذه الفترة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن عدداً من الشخصيات التي كانت تحرك التظاهرات أصبحت مهددة بالاعتقال من قبل قوات الأمن.
وأضاف القيادي أنه "تم اعتقال عدد من المشاركين في التظاهرات بذريعة الاشتراك في حرق مقر القنصلية الإيرانية ومقرات أخرى"، مشيراً إلى توقيع مئات آخرين على تعهدات بعدم المشاركة في تجمع سواء كان سلميا أم غير ذلك.
وتابع "لوحت القوات العراقية باستخدام جميع الأساليب لمنع العودة إلى التظاهرات، حتى وإن استدعى هذا الأمر استخدام القوة"، مبيناً أن ضباط وعناصر الشرطة تعاملوا بشكل غير أخلاقي أثناء مداهتمهم عددا من منازل ناشطي التظاهرات.
وبين المصدر نفسه، أن قوات الأمن كانت تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك، لو لا تدخل بعض شيوخ العشائر، موضحاً أن زعماء قبليين ضغطوا على الشرطة للإفراج عن متظاهرين معتقلين زجوا في السجون بتهم كيدية لا أساس لها من الصحة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن السلطات الأمنية في البصرة أطلقت سراح متظاهر يدعى "صباح شعلان المشرفاوي"، بعد التأكد من معلوماته التي أوضحت أنه من سكان البصرة، وليس من محافظة الأنبار، أو مطلوبا بتهمة الإرهاب، كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت عن شقيقه روضان شعلان المشرفاوي قوله "إنهم من البصرة، ويسكنون الزبير"، نافيا ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت صورة لشقيقه قالت إنه من أهالي الأنبار، وهو مطلوب بتهمة الإرهاب، ولفت أنه لم يشارك في عمليات الحرق التي شهدتها البصرة.
في السياق، أكد قائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح أن قواته "ستسحق كل من يريد تخريب البصرة، ويخالف سلمية التظاهرات"، موضحا أن القوات العراقية أعادت انتشارها في المحافظة.
وأوضح فليح أن القطعات العسكرية بدأت بإعادة الانتشار، وفقا لخطة قيادة العمليات، لحماية الأماكن المهمة، مضيفا خلال تصريح صحافي "سنسحق كل من يسعى للقتل أو تخريب المحافظة وبنيتها التحتية ومنجزاتها".
وبين أن قواته ستقوم بحماية التظاهرات السلمية، مستدركا "إلا أن من يحمل آلة جارحة، أو يحاول تخريب بناية، فإنه سيتحول من متظاهر سلمي إلى مجرم جنائي، وسنستخدم كل ما يمكن للدفاع عن أنفسنا ومقراتنا".
ولم يقتصر الانتشار في شوارع البصرة على القوات العراقية، إذ شاركت مليشيات "الحشد الشعبي" في ذلك، وفقا لما أكده عضو مجلس محافظة البصرة غانم حميد الذي قال إن فصائل "الحشد والمقاومة الإسلامية تشارك في ضبط أمن البصرة لإجهاض المؤامرة على المحافظة"، حسب قوله.