أفاد المتحدث الرسمي باسم عملية البنيان المرصوص، محمد الغصري، بأن القتال مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ما يزال يدور بنفس وتيرة الأيام الماضية حول المحطة البخارية غرب سرت وفي وادي جارف جنوب المدينة، فيما تساءل مسؤول عسكري إيطالي عن دور اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضح الغصري في تصريح لــ"العربي الجديد" أن سلاح الجو نفذ حتى صباح اليوم ثماني غارات جوية في وادي جارف جنوب سرت استهدف خلالها آليات للتنظيم، وأدت إلى مقتل العشرات من مقاتلي "داعش".
وفي شرق سرت، أكد المتحدث باسم حرس المنشأت النفطية، علي الحاسي، أن قوات الحرس ستتقدم باتجاه بلدة هرواة المتاخمة لسرت خلال الساعات القادمة حال وصول الأوامر من الغرفة الموحدة (اجدابيا - سرت) والمشكلة من المجلس الرئاسي.
وعن المناطق التي استعادها حرس المنشآت، قال الحاسي إن كتائب الهندسة تعمل على تمشيطها تمهيدا لعودة سكانها قريبا، قبل أن يضيف "قواتنا ترابط الآن في الوادي الأحمر (90 كيلومتراً شرق سرت) في انتظار الأوامر للتقدم".
وعلى صعيد آخر، تجدد القتال ليلة البارحة في بنغازي إثر محاولة قوات ما يعرف بــ"عملية الكرامة" التقدم باتجاه منطقة القوراشة.
وقال مصدر مقرب من مجلس شورى المدينة لــ"العربي الجديد" إن الاشتباكات دارت بالقرب من جزيرة الأنابيب بالمنطقة ليلة البارحة وتجري الآن فيها اشتباكات متقطعة.
وأضاف أن طيران "الكرامة" عاد لقصف أحياء القوراشة وسوق الحوت والصابري، مشيرا إلى أن مقاتلي مجلس شورى المدينة ما يزالون يسيطرون على هذه الأحياء دون أن تتمكن قوات "الكرامة" من إحراز أي تقدم على مدى الأسابيع الماضية.
دوليا، أثارت مواصلة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قتالها في بنغازي وصمتها عما يجري في سرت حفيظة عسكريين إيطاليين، فقد تساءل الرئيس السابق لهيئة سلاح الجو الإيطالي، ليوناردو تريكاريكو، عن "موقف حفتر ومموليه في مصر وفرنسا" مما يحدث في ليبيا.
وقال تريكاريكو في حديث نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "ما يزال في ليبيا هدف مشترك، وهو شل حركة داعش"، متسائلا عن مدى تعاون حفتر مع مموليه الكبيرين مصر وفرنسا لمنع تدفقات الهجرة غير الشرعية.
وترى إيطاليا وغيرها من الدول أن استمرار تدفق الهجرة غير الشرعية إلى الأراضي الليبية يعد عاملا أساسيا في توفير العناصر المقاتلة لتنظيم "داعش".
وأضاف العسكري الإيطالي: "إنه من المثير للاهتمام تسليط الضوء على سلوك مموليه الرئيسيين فهل يساعدان على وقف تدفق الهجرة أم أنهما يتغاضيان عنها إن لم يشجعا ويسهلا التدفقات في الأراضي الواقعة تحت سيطرته".
وتساءل مرة أخرى خلال حديثه: "هل يلعب حفتر دور المشاهد فقط؟ أم أن له أهدافا غير واضحة بالتوازي مع استمرار معارضته للمجلس الرئاسي في طرابلس".
وأشار خلال حديثه إلى أن أطرافا دولية تدعم حفتر سياسيا وعسكريا واصفا إياه بــ"اللواء المتمرد والطامع بالوزارة" في إشارة إلى وزارة الدفاع في حكومة الوفاق التي تولاها خصمه العسكري والسياسي المهدي البرغثي.