وقال الموقع إن هذا الخوف تجلى على نحو خاص عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50- 64 عاماً، ممن شاركوا على ما يبدو في الحرب المذكورة التي أخذت إسرائيل على حين غرة، أو من تجندوا للجيش مباشرة بعد تلك الحرب.
إلى ذلك، قال 40% ممن شملهم الاستطلاع إن الحرب المذكورة كانت "فشلاً ونصراً" في الوقت ذاته، في إشارة إلى فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في توقع الحرب، مقابل نتائج الحرب النهائية، بينما اعتبر 29% أن نشوب الحرب كان فشلاً سياسياً واستخباراتياً، ورأى 21% أنها كانت نصراً بفعل "بطولة المحاربين".
في المقابل، قال خمس المشاركين في الاستطلاع ممن تتراوح أعمارهم بين 18-35 إن الحرب شكلت نصراً للمحاربين في الميدان.
وكانت القوات المصرية والسورية أطلقت العمليات القتالية ضد إسرائيل، وتمكن الجيش المصري من عبور القناة وتدمير الحاجز الترابي الذي عرف باسم خط بارليف، والتوغل حتى عمق 20 كم في شبه جزيرة سيناء، بينما تمكنت القوات السورية في الجبهة الشملية من التوغل في هضبة الجولان والوصول إلى سهل الحولة.
لكن الأيام التي تلت ذلك غيرت مجريات الحرب التي انتهت دون تحقيق الهدف الرسمي والمعلن منها، وهو تحرير كل من شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان. مع ذلك، شكلت المفاجأة المصرية والسورية في شن الحرب صدمة في إسرائيل أدت بعد الحرب إلى استقالة حكومة غولدا مئير، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية عرفت باسم لجنة أغرونات، أوصت بإقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، (أمان) إيلي زعيرا، وقائد المنطقة الجنوبية، وحملت الجنرال شموئيل غونين، وحمّلته مسؤولية عدم إعداد القوات ونشرها في سيناء رغم وصول إنذار لشعبة الاستخبارات حول نية مصر شن هجوم بري صبيحة السادس من أكتوبر.
ومع أن اللجنة أثنت على وزير الأمن موشيه ديان، وعلى رئيسة الحكومة غولدا مئير، إلا أن الأخيرة قدمت استقالة حكومتها بفعل الضغط الجماهيري، كما قدم رئيس أركان الجيش الجنرال دافيد العزار دافيد هو الآخر استقالته، وتمت إقالة رئيس شعبة الاسخبارات بناء على توصيات من اللجنة.
وشكل تمكن الجيش المصري من تحطيم خط بارليف والعبور إلى الضفة الشرقية من قناة السويس، لاحقاً، مبرراً للرئيس المصري أنور السادات للدخول في مفاوضات مباشرة وسرية مع إسرائيل (قادها موشيه ديان وحسن التهامي، وجرت جولاتها السرية في المغرب) وصولاً إلى توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية "كامب ديفد" في 26 مارس/آذار من عام 1979.