وشنّت طائرات يُعتقد أنها روسية على مناطق سيطرة المعارضة السورية، صباح الأربعاء، ثماني غارات جوية بصواريخ موجّهة استهدفت منطقة المركز الثقافي، والمباني السكنية في محيط حديقة الجلاء، ومنطقة مساكن الشعار في مدينة إدلب (شمال سورية)، التي تسيطر عليها المعارضة. وخلّف القصف دماراً كبيراً، واشتعال حرائق في المباني السكنية وسيارات المواطنين المركونة قبل أن تهرع فرق الدفاع المدني والإطفاء إلى المكان وتقوم بانتشال جثثت تسع قتلى من سكان المنطقة، وإسعاف ثلاثة وعشرين مصاباً، بحسب مصادر الدفاع المدني في إدلب.
وتقول مصادر محلية في ريف إدلب لـ"العربي الجديد" إن طائرات حربية مجهولة شنت غارتَين جديدتَين على منطقة المستشفى الوطني وسط مدينة إدلب، بعد ظهر أمس الأربعاء، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة. كما شن الطيران الحربي التابع للنظام السوري غارتَين جويتَين على مطار تفتناز العسكري الذي تسيطر عليها المعارضة، قرب بلدة تفتناز بريف إدلب. وألقت مروحية تابعة لقوات النظام برميلَين متفجرَين على أطراف بلدة التمانعة بريف إدلب، أمس الأربعاء من دون أن يؤدي انفجارهما إلى وقوع إصابات.
وفي مدينة حلب، واصلت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وروسيا قصف مناطق سيطرة المعارضة السورية، إذ أدى سقوط برميل متفجر على مبنى سكني في حي طريق الباب، شمال شرق حلب، إلى مقتل 3 نساء وإصابة 10 مدنيين آخرين. كما شنت طائرات يُعتقد أنها روسية ثلاث غارات جوية بالقنابل العنقودية على حي الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة، شمال حلب.
ويقول الناشط الإعلامي في مناطق سيطرة المعارضة حسن الحلبي لـ"العربي الجديد" إن طائرات حربية تابعة للنظام شنت نحو أربع غارات جوية حتى ظهر أمس الأربعاء على حي الأنصاري ومنطقة جسر الحج القريبة منها جنوب غرب مدينة حلب، ما أدى إلى إصابة نحو 12 مدنياً. ويضيف الحلبي أن امرأة توفيت وآخرين أصيبوا نتيجة سقوط برميلَين متفجرَين على مبنى سكني في حي الصاخور شرق حلب، كما استهدفت الطائرات الروسية مناطق في محيط بلدتي كفرحمرة وحريتان شمال حلب.
في غضون ذلك، تواصلت المواجهات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في منطقة الملاح التي تقدمت إليها قوات النظام وتمكنت من رصد طريق الكاستلو، خط إمداد المعارضة الوحيد إلى حلب. وأعلنت كتائب "ثوار الشام" التابعة لغرفة عمليات "فتح حلب"، التي تمثل ائتلافاً يجمع معظم فصائل المعارضة بحلب، عن تمكنها من تدمير قاعدة إطلاق صواريخ "كونورس" لقوات النظام في منطقة الملاح القريبة من أوتوستراد الكاستلو، وذلك بعد استهدافها بصاروخ موجّه مضاد للدروع. كما أعلنت غرفة عمليات "فتح حلب" عن تمكنها من تدمير جرافة عسكرية وقتل جنود لقوات النظام أثناء محاولتهم التقدم في منطقتَي الخالدية والليرمون، شمال حلب.
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت، صباح أمس الأربعاء، مناطق على أطراف مدينة دوما، وبلدة مسرابا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن سبع غارات استهدفت مناطق في جبل وجرود بلدة هريرة وقرية أفرة بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق. وأشار المرصد إلى أن طائرات النظام السوري المروحية ألقت ثمانية براميل متفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية.
جنوب سورية، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، ظهر يوم الأربعاء، مبنى قريباً من مبنى المحافظة في مدينة البعث بمحافظة القنيطرة. ويقول الناشط الإعلامي في القنيطرة، الملقب بـ"أبو عمر الجولاني"، لـ"العربي الجديد"، إن "الطيران الاسرائيلي استهدف مبنى قريباً من مبنى المحافظة، ولم يتم التأكد من الهدف، إذ قد يكون مفرزة الأمن العسكري أو إحدى نقاط قوات النظام في محيطها، وسمعت أصوات سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة"، مرجحاً سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ويلفت إلى أن "الطائرات الإسرائيلية حلّقت لفترة طويلة في سماء مدينة البعث من دون أي رد من قبل الدفاعات الجوية السورية أو الروسية عليها". ويضيف أنّ "القوات النظامية قصفت منازل المدنيين في بلدة الحميدية والواقعة في الريف الأوسط لمحافظة القنيطرة".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) عن مصدر أمني سوري لم تسمه ووصفته بأنه "رفيع المستوى"، أن طائرة إسرائيلية أطلقت، أمس الأربعاء، صاروخاً على موقع عسكري سوري قرب مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوبي سورية، مشيرة إلى أن الصاروخ تسبب بمقتل شخص مدني صادف مروره لحظة سقوط الصاروخ إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود سوريين.
في المقابل، نفى الإعلام الحربي التابع لحزب الله الأنباء عن غارة إسرائيلية على مدينة البعث، وذكر، في بيان له، أنّه لا صحة لهذه الأنباء، وأن تنظيم جبهة النصرة هو من أطلق صاروخين يحملان مواد شديدة الانفجار على مدينة البعث بالقنيطرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا. وأضاف البيان أنّ الجيش السوري دمّر آلية "جبهة النصرة" التي أُطلقت من خلالها الصواريخ باتجاه البعث، وقتل عناصر التنظيم.
واستهدف الطيران الإسرائيلي، في أوقات سابقة، العديد من المواقع التابعة لقوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني، في محيط العاصمة السورية دمشق، وفي محافظة القنيطرة القريبة منها، دون أي رد من الطرفين على القوات الإسرائيلية التي تحتل هضبة الجولان جنوبي سورية.