تمرّ الساعات واللقاءات والمشاورات بانتظار الواحد والثلاثين من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. إلا أنّ سلّة الطبقة السياسية لا تزال فارغة من أي حلّ واضح للأزمة على الرغم من التقدم الذي حصل في الأسابيع الأخيرة على مستوى حركة زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.
وبادر الأخير إلى القبول بمرشح حليف حزب الله، رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون رئيساً، ليتوضّح أن العقبة الأساسية أمام ملء الشغور تكمن أولاً وأخيراً بحزب الله نفسه، الذي لا يردّد سوى شعارات عن دعم عون. ويضاف إلى ذلك كون المعارضة الفعلية لوصول الأخير إلى القصر الرئاسي تتركّز في معارضة كل من حليفي الحزب، رئيس البرلمان نبيه بري والمرشح الرئاسي الآخر، زعيم كتلة تيار المردة، النائب سليمان فرنجية.
تمرّ الأيام سريعة بانتظار الجلسة السادسة والأربعين للانتخاب، من دون أي إشارات واضحة إلى أنّ الملجس سيجتمع للمرة الأولى منذ مايو/أيار 2014 وينتخب رئيساً جديداً للبلاد. فجلسات الانتخاب الخمس والأربعون الماضية، لم تنعقد أساساً بفعل تعطيل نصابها من قبل حزب الله وتكتل عون وحلفائهما نتيجة المقاطعة المستمرة للجلسات.
ودفع واقع الحركة غير المنتجة في الملف الرئاسي رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط إلى دعوة القوى لـ"الخروج من الجدل البيزنطي وانتخاب أيا يكن دون قيد أو شرط". ودعا إلى "استشارة الهيئات الاقتصادية المسؤولة والحريصة على الاستقرار المالي". ونصح جنبلاط الجميع بـ"إشراك حاكم مصرف لبنان، رياض سامة، بالنقاش مع جميع الفئات دون استثناء".
واعتبر أنّ "أي طرف سياسي أو حزبي لن يتمكن من تحمّل تبعات انهيار الوضع المالي والاقتصادي". وفي سلسلة التغريدات التي كتبها جنبلاط على موقع تويتر، فتح الباب مجدداً أمام أسماء جديدة من المرشحين، وأبرزهم سلامة نفسه إذ كتب "فليكن شعار المرحلة الرئاسية محصنا باقتصاد منتج وأمن صارم وفعّال ورفض تشكيلات فطرية مضرة".
على صعيد آخر، واصل مسؤولون من تكتل التغيير والإصلاح جولاتهم السياسية على الكتل والقوى السياسية. وزار عضو التكتل، وزير التربية الياس بو صعب رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميل، وخرج من اللقاء للتأكيد على أنّ "موضوع الرئاسة بات قريباً لكن لم يحسم بعد". وبينما أكد بو صعب على "ضرورة منح المشاورات المزيد من الوقت وكذلك الحوار القائم بين التكتل والرئيس الحريري"، أكد الجميّل من جهته على ثبات حزبه على موقفه. واعتبر الأخير أنّ "الثوابت التي يدافع عنها المرشحان العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية تتناقض مع ثوابتنا"، في إشارة واضحة إلى الموقف الكتائبي المعارض لوصول عون أو فرنجية.
من جهة أخرى، يستمر التكتل والتيار الوطني الحر (الإطار التنظيمي الذي يتزعمه عون ويرأسه صهره وزير الخارجية جبران باسيل) في التحضير للمهرجان السياسي والشعبي المقرر تنظيمه يوم الأحد المقبل إحياءً لذكرى 13 تشرين، (اجتياح القوات السورية لقصر بعبدا والإطاحة بحكومة عون العسكرية عام 1990 وتكريس الوصاية الأمنية والسياسية على لبنان). وتنظّم هيئات التيار مسيرات سيارة، اليوم الجمعة، بهدف بدء عملية الحشد الشعبي والتجييش الإعلامي، بينما لا يزال سقف الخطاب الذي سيلقيه عون غير محدد.