علم "العربي الجديد"، من مصادر تركية مطلعة اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات التركية الروسية التي انتهت ظهر اليوم في موسكو، تعثرت ووصلت إلى طريق مسدود بعد تمسك كل طرف بمطالبه، وأن الوفدين حاليا ينتظران وصول تعليمات جديدة لهما.
وأضافت المصادر أن "المفاوضات التي بدأت في الأمس واستمرت حتى اليوم قد توقفت، وينتظر كل وفد التعليمات التي ستأتيه من قيادة بلاده، أي أنها تعليمات من الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، مع احتمال أن يجري الزعيمان مباحثات هاتفية لتجاوز العقبات الموجودة".
وفي الوقت الذي لم تضف فيه المصادر تفاصيل أخرى، فإن الأمور باتت مفتوحة على كافة الاحتمالات، فقد يؤدي تعثر المفاوضات إلى عودة الوفد التركي لأنقرة، وبدء مرحلة جديدة كانت قد خطتها تركيا عبر اللجوء إلى الميدان للرد على تقدم النظام.
وتبدو هذه الجولة كفرصة أخيرة لوضع مقاربة جديدة للوضع في إدلب ترضي الطرفين، مع الرهان على إبداء موقف روسي أكثر مرونة، مقابل إصرار أنقرة على انسحاب النظام من المناطق التي تقدّم إليها أخيراً، وتلميحها بنيّتها التعامل مع أكثر الملفات العالقة بينها وبين موسكو في طريق إيجاد حل في إدلب، وهو ملف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، حين أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار قبل أيام، إلى إمكانية وضع حد لكل من سيقف في وجه تطبيق وقفٍ مستدامٍ لإطلاق النار، بمن فيهم الجماعات الراديكالية.
وأعلنت الخارجية التركية أن الوفد التركي شدد خلال محادثات أمس على خفض التوتر في إدلب. وذكر بيان صادر عنها أن الوفد التركي أكد في المفاوضات "الحاجة إلى التخفيف الفوري للتوترات في المنطقة ومنع تدهور الحالة الإنسانية". وأضاف "تمت مناقشة التدابير التي يمكن اتخاذها لمنع انتهاك وقف إطلاق النار. وقد تمت الإشارة أيضاً إلى ضرورة العمل في إطار اتفاقية سوتشي حول إدلب".
وكانت مصادر تركية مطلعة قد قالت، لـ"العربي الجديد"، قبيل الاجتماعات، إن الطرفين سيبحثان خطة لوقف إطلاق نار شامل في إدلب، معتبرة أن "مشروع وقف إطلاق النار الشامل، هو فرصة التفاوض الأخيرة بين أنقرة وموسكو، على خلفية تدهور الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب". وأضافت أن تركيا "أوضحت مطالبها للجانب الروسي، وهي ابتعاد النظام إلى خارج حدود منطقة خفض التصعيد، وفتح الطرق الدولية بصيغة مشتركة".
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن تركيا وروسيا تواصلان التعاون من أجل التوصل لتفاهم نهائي حول إدلب السورية. وفي تصريح أدلى به لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، أمس الإثنين، قال "يجب علينا ألا نسمح للأزمة السورية بأن تؤثر على التعاون بين البلدين". وأشار إلى وجود العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها حيال إدلب، مضيفاً "تواصل تركيا وروسيا التعاون من أجل التوصل إلى تفاهم نهائي حول إدلب".
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم في إدلب، وأن تفاهماً كاملاً يسود بينهم، معرباً عن أمله في إمكانية خفض حدة التوتر هناك.
وشدد لافروف، في تصريحات للصحافيين في ختام مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، على أن فصل المسلحين المستعدين للحوار مع النظام السوري، عن "الإرهابيين"، يمثّل مفتاحاً لتسوية الوضع في إدلب، وأضاف أن انعدام التقدّم على هذا الصعيد أدى إلى توقيع اتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب، لكن تنفيذ هذا الاتفاق تعثر أيضاً على الرغم من نشر نقاط مراقبة تركية هناك.
وادعى لافروف أن "الإرهابيين استمروا في قصف مواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم الروسية من خلف نقاط المراقبة التركية، الأمر الذي لم يكن ممكنا تركه بلا رد، وتصدت القوات السورية بدعم روسي لكل تحرك من هذا القبيل".