تركيا تلوّح بإنشاء منطقة آمنة بمفردها في سورية

أنقرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
02 اغسطس 2019
52ADCFCA-EC7E-4223-A5DF-F9A7A910D932
+ الخط -
جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، اليوم الجمعة، التأكيد على أنّ بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة بمفردها في سورية، في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، مشيراً إلى أنّ وفداً عسكرياً أميركياً سيزور تركيا الاثنين.

وأوضح أقصوي، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة أنقرة، أنّ المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري، سيزور تركيا لعقد لقاءات ومباحثات مع الجانب التركي حول المنطقة الآمنة والشأن السوري بكافة تفاصيله. ولفت إلى أنّ تركيا نقلت إلى جيفري تطلعاتها حول المنطقة الآمنة في سورية، وضرورة أن تمتد هذه المنطقة بعمق 32 كم من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، وتولّي تركيا السيطرة عليها، وإخراج تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي من المنطقة.

وأضاف أقصوي: "إذا لم نتمكن من الاتفاق مع الولايات المتحدة، عندها سنضطر لإنشاء منطقة آمنة بمفردنا (في سورية)، ونحن ننقل هذا الشأن إلى نظرائنا في الولايات المتحدة على جميع المستويات"، مشدداً على أنّ تركيا لن تسمح بتحويل المباحثات المتعلقة بالمنطقة الآمنة إلى ذريعة للمماطلة، "وإذا لم تتم تلبية تطلعاتنا، فإننا نمتلك القدرة على اتخاذ كلّ أنواع التدابير لضمان أمننا القومي".

وأعرب المسؤول التركي عن رغبة بلاده في تطهير المنطقة من كلّ التنظيمات الإرهابية، وتأسيس حزام سلام، مضيفاً: "ستستمر المفاوضات مع الوفد العسكري الأميركي الذي سيأتي إلى تركيا في 5 أغسطس/آب الحالي".

ويأتي الموقف التركي بعدما حمل الجانب الأميركي مجموعة من المقترحات "كانت مخيبة جداً لآمال تركيا، وبعيدة عن استراتيجيتها وطموحاتها للمنطقة الآمنة، منها عمق المنطقة"، وفق ما كشفت مصادر تركية رفيعة، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن مضمون المفاوضات التي جرت في الأيام السابقة بين جيفري والوفد المرافق له، والجانب التركي حول إنشاء المنطقة الآمنة وأسباب الخلاف بشأنها.

وأفادت المصادر في الخارجية التركية، الأسبوع الماضي، بأنّ واشنطن اقترحت أن تكون المنطقة بعمق محدود يصل إلى 5 كيلومترات فقط في المناطق الريفية، ومن دون أن تشمل البلدات الحدودية السورية، مثل تل أبيض، ما يعني أنها ستكون خارج حدود المنطقة الآمنة.
وأشارت المصادر إلى أنه "من ضمن المقترحات عدم إلقاء السلاح بشكل كامل من قبل المليشيات الكردية، بل والتعاون معها في تشكيل هذه المنطقة"، مؤكدة أن "جميع هذه المقترحات غير مرضية للجانب التركي وبعيدة تماماً عن مطالب أنقرة، ما دفع وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو للرد عليها بشكل غاضب".

ولفتت المصادر إلى أن "زيارات جيفري دورية وتجرى كل شهرين، ولكنها هذه المرة اكتسبت زخماً إعلامياً مختلفاً، إلا أنها كانت فارغة من ناحية المضمون، ما خيب آمال الجانب التركي، حتى في موضوع تطبيق خارطة الطريق حول منبج".

وتحدثت المصادر عن أن "خلافات ظهرت في مفاوضات الأيام السابقة حول تركيبة المجلس المحلي للمدينة، وهي الأساس في تطبيق خارطة الطريق، التي كان يفترض أن يتم الانتهاء من تنفيذها منذ يونيو/ حزيران الماضي". وبحسب المصادر، فإنّ التقدم اقتصر على "بعض النقاط البسيطة جداً ولا تستدعي البناء عليها لحصول تقدم كبير، على الرغم من أن السفارة الأميركية في أنقرة وصفت المفاوضات المتعلقة بمنبج بأنها بناءة، ولكن الواقع ليس كذلك".
وأكدت المصادر نفسها أن "المقترحات الأميركية هي مجرد مماطلة وكسب للوقت، وهي أفكار لا ترقى للتعاون، رغم أن اللقاءات التقنية ستتواصل قريباً في واشنطن، وهي تجرى بشكل دوري بين الطرفين". وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد أعلن، يوم الإثنين، أنّ بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة في سورية بمفردها، حال عدم التوصل لتفاهم مشترك مع الولايات المتحدة، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مارك إسبر، وفق بيان لوزارة الدفاع التركية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.