على النقيض تماماً مما يطرح من مشاريع ومبادرات تسوية عراقية شاملة داخل العراق وخارجه، كشفت مصادر دبلوماسية غربية بالعاصمة الأميركية واشنطن عن حراك واسع منذ أيام لبلورة مشروع جديد يتعلق بالعراق وبمرحلة ما بعد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) واستعادة جميع الأراضي والمدن العراقية من سيطرته.
وتتضمن المبادرة حسب ما تم تسريبه لـ"العربي الجديد"، بنوداً عدة يجري العمل عليها. ومن أبرزها: "ضمان وحدة العراق وعدم تقسيمه على أسس طائفية أو دينية أو عرقية" و"التزام دولي بدعم الجيش العراقي والأجهزة الأمنية"، و"ترسيخ أسس العملية الديمقراطية في البلاد" و"العمل على معالجة آثار الحرب الحالية مع الإرهاب"، و"وقف التدخلات الإقليمية في شؤونه الداخلية" و"وضع جدول زمني بعد الانتهاء من صفحة تنظيم داعش لمعالجة ملف المليشيات ودمجها بوظائف أمنية أو عسكرية أو مدنية". كذلك، تنص بنود المبادرة على "ترميم ثقة الشارع العراقي بالسلطة القضائية في البلاد عبر إصلاحها" و"محو آثار التغيير الديموغرافي وإعادة جميع سكان المدن إلى منازلهم من دون قيد أو شرط"، فضلاً عن تنظيم "مؤتمر مانحين دولي واسع للمساهمة بإعادة إعمار البلاد وتأهيل الخدمات الرئيسية كالماء والكهرباء".
ومن المفترض أن تقدم المبادرة إلى مجلس الأمن الدولي بغية "إقرارها وإلزام الدول بفقراتها وفرض عقوبات على أي جهة يثبت تدخلها بالشأن العراقي".
وقال دبلوماسي غربي إن "المبادرة لا تمثل واشنطن رسمياً حتى الآن، لكن بعد الانتهاء من صياغتها ستتم دعوة الفرقاء العراقيين إلى الولايات المتحدة لعرضها عليهم، ثم تبنيها من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، على أن تقدم إلى مجلس الأمن لإلزام الأطراف العراقية بها وكذلك دول الجوار".
وأعلن زعيم "المجلس الإسلامي الأعلى"، عمار الحكيم، قبل أيام، رفضه لأي مبادرات تطلق من خارج العراق، مشدداً على أن الحل يكون داخل العراق، وذلك بعد أسابيع على إطلاقه مبادرة "التسوية التاريخية" برعاية الأمم المتحدة. إلا أن الفرقاء السياسيين يرونها ترسخاً لحكم الطائفة الواحدة ولا تصب بصالح الجميع. كذلك، أطلق زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، مبادرة أخرى تضمنت 29 بنداً لم تحظ باهتمام باقي الكتل السياسية.