ودعا نشطاء مغاربة تحدثوا إلى "العربي الجديد" زعماء الدول العربية والإسلامية إلى استباق الخطوة الأميركية الخطيرة المرتقبة بضغوط سياسية على البيت الأبيض، وذلك بتوظيف ورقة المصالح المشتركة.
وفي هذا الصدد، اعتبر مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، عبد الإله الخضري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "وعد نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، معناه في حالة تنفيذه على أرض الواقع، اعتراف صريح بأن القدس كلها هي عاصمة للكيان الغاصب، ولا حق للفلسطينيين فيها".
ورأى أن هذا التعهد "نقض لعهد أميركي تاريخي، طبع السياسة الأميركية منذ عقود، والتزم به غالبية أعضاء المجتمع الدولي"، معتبرا أن "تنفيذ هذا الوعد الخطير سيرقى إلى مستوى مؤامرة "وعد بلفور"، في مصادرة حق الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية، ومبدأ حل الدولتين".
وتابع: "أي خطوة في هذا الاتجاه، وإن كانت بعيدة المنال نسبيا، لكنها غير مستحيلة، بالنظر إلى عامل التهور الذي يطبع رؤى قاطن البيت الأبيض وعبثية اختياراته في قائمة مستشاريه، ستدفع المنطقة لا محالة إلى انفجار بركاني، لن يستطيع أحد إخماده"، على حد قوله.
لكن نبه إلى أن "ترامب قد لا ينفذ هذا الوعد لأن السياسة الخارجية للولايات الأميركية ليست مجالا محفوظا للرئيس، يوجهه كما يشاء، بل ستكون أمامه العديد من العراقيل، من قبل عدد من المؤسسات، ما سيجعل نقل سفارة بلاده بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس مستعصيا".
من جهته، طالب منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، خالد السفياني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بضرورة أن تستبق البلدان العربية والإسلامية الرافضة لتهويد القدس وعد ترامب بنقل سفارة واشنطن إلى هذه المدينة المقدسة، من خلال اللعب بورقة المصالح المشتركة بين أميركا والدول العربية.
وشدد السفياني على أن "تنفيذ الرئيس الأميركي الجديد لوعيده السابق خلال حملته الانتخابية، يعتبر ضربة قاصمة للجهود المبذولة من أجل إقامة وطن يسع جميع الفلسطينيين".
وأضاف أن "المنظمات والفعاليات التي تناصر فلسطين يتعين عليها أن تكون يقظة منذ الآن، وتسارع إلى استباق الخطوة الأميركية، وتشن احتجاجات في مختلف العواصم العربية، كورقة ضغط على الإدارة الأميركية الجديدة المنحازة إلى الكيان الصهيوني".