الأمن الجزائري يفرق تظاهرات "لا لبن صالح" و"حكم العصابة" بالقنابل وخراطيم المياه
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه في محاولة لإبعاد الطلبة والمتظاهرين عن ساحة البريد المركزي، والذين تجمعوا منذ الصباح تنديداً بعقد البرلمان جلسة لإقرار شغور منصب الرئاسة وتولي بن صالح رئاسة الدولة، رافعين شعارات "لا لبن صالح"، و"لا للباءات الثلاث"، و"الشعب قرر وعليكم الرحيل".
وحاولت الشرطة في مرحلة ثانية استخدام القنابل المسيلة للدموع، وأطلقت عدداً منها، ما تسبب في وقوع مناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن، خاصة بعدما حاولت الشرطة بدء اعتقال عدد من المتظاهرين.
ويعد السلوك الأمني الجديد مغايراً تماماً لسلوك القوات الأمنية خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث كان يسمح للطلبة والمتظاهرين بالتجمع في ساحات العاصمة الجزائرية دون أي رد فعل من قبل الشرطة، وهو ما يؤكد ما نشره "العربي الجديد" في وقت سابق عن وجود قرار من قبل وزير الداخلية الجديد صلاح الدين دحمون، بمنع المسيرات والتجمعات عدا يوم الجمعة.
وكانت السلطات الجزائرية تتوقع خروج مظاهرات شعبية اليوم ضد تولي بن صالح، وهو ما دفعها إلى نشر قوات أمنية كبيرة في ساحة البريد المركزي وفي ساحة أودان وسط العاصمة الجزائرية.
وخرج الآلاف من الطلبة الجامعيين في كل من العاصمة الجزائرية، وانضم إليهم المواطنون مطالبين بالتغيير الشامل للنظام، ورحيل رموز النظام، تزامناً مع إعلان عبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً للبلاد.
ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للتغيير الذي تشهده الجزائر منذ أزيد من سبعة أسابيع.
وطالب المتظاهرون برحيل ما سمي بـ"الباءات الأربع"، وهم على التوالي بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، في احتجاجات عارمة، مطالبين بإنهاء "حكم العصابة".
وقالت الطالبة في كلية الترجمة سمية بن ساسي، والتي كانت تشارك في المسيرة، لـ"العربي الجديد"، إن الجزائريين سئموا "حكم نفس الوجوه المحسوبة على الرئيس بوتفليقة، ومن الأجدر لهم أن يستجيبوا لمطالب الشعب والاستقالة"، واعتبرت أن الطلبة والجزائريين لن يعودوا إلى بيوتهم قبل تنحي جميع رموز النظام السابق.
وفي ولاية بجاية شرقي الجزائر، اندلعت مظاهرات كبيرة عقب إعلان تولي بن صالح الرئاسة، إذ رفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى "سلطة الشعب"، و"سقطت الخامسة ونطالب برحيل الباءات الأربع"، و"توجد سلطة واحدة هي سلطة الشعب".
كما اندلعت مظاهرات مماثلة في منطقة تيزي وزو شرقي الجزائر وعنابة ووهران غربي الجزائر، خاصة من قبل الطلبة الذين عادوا أمس الإثنين إلى الدراسة.
وتأتي هذه التطورات اليوم الثلاثاء بعد ساعة فقط من اجتماع البرلمان الجزائري بغرفتيه، لتثبيت شغور منصب رئيس الجمهورية وإعلان عبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً.