يكشف مسؤول محلي عراقي في حكومة محافظة صلاح الدين، عن اكتشاف أكثر من 30 نفقا لغاية الآن حول مدن بيجي، والصينية، وتكريت، حفرها "داعش"، مبيّناً أنّ المعلومات تؤكد وجود ضعف هذا العدد لكنّه لم يُكتشف بعد، وقد يستخدمه التنظيم للتسلُّل إلى المدن المحرّرة ومباغتة قوات الجيش و"الحشد الشعبي" وإسقاطه لتلك المدن مرة أخرى.
يضيف المسؤول العراقي في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ وضع المدن المحرّرة لا يزال مرتبكاً وغير آمن، مؤكداً أن التنظيم يسعى لاستغلال العواصف الترابية المتكررة هذا الموسم من كل سنة في العراق والأمطار والضباب بهدف التسلل والتخفي خلال حركته وتحييد الطيران الحربي، مشيراً إلى وجود بعض الأنفاق المكتشفة مزوّدة بالخدمات، كالمولدات الكهربائية الصغيرة، والأسرّة، والمواد الغذائية والطبية.
وأعلنت السلطات العراقية تحرير مدينة بيجي من سيطرة "داعش" رسمياً، في العشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد معارك عنيفة مع التنظيم استمرت أشهرا عدّة، مبيّنة أنّ العمليات العسكرية ستستمر باتجاه مدينتي الشرقاط في محافظة الموصل والحويجة في محافظة كركوك المحاذيتين لبيجي.
اقرأ أيضاً العراق: مليشيا تمنع مقاتلي العشائر من إدارة المناطق المحررة
ويصف عضو مجلس أعيان تكريت، محمد عبد الرحمن الجبوري، الأوضاع في محافظة صلاح الدين بـ"الحالة المأساوية" التي كانت تعيشها خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي والتي تسبّبت بسقوط المحافظة بيد "داعش"، مبيّناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الأوضاع زادت سوءاً عن تلك الفترة في ظلّ وجود مليشيات فاعلة تسيطر على مقاليد الحكم في المحافظة، وتسبّبت بتشريد آلاف الأسر النازحة التي منعت من العودة إلى مناطقها في بلدة يثرب جنوبي صلاح الدين.
ويحذّر الجبوري من إعادة تمركز "داعش" في مناطق غربي المحافظة وشنّه هجمات متكررة على مدينة سامراء، موضحاً أن الخطر بدأ يدهم مدينة تكريت التي قد تسقط مجدداً في يد التنظيم إذا استمر عجز القوات الأمنية عن إمساك زمام الأمور، بعد إقصاء العشائر عن القيام بأي دور في عملية إعادة الاستقرار في المناطق المحررة.
ولم يستبعد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، طارق الكيلاني، عودة سيطرة التنظيم على مدن ومناطق فقدها في وقت سابق على يد القوات الأمنية ومليشيا "الحشد"، مؤكداً في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المعارك التي شهدتها الأشهر الماضية، أثبتت عجز القوات العراقية المشتركة عن إدارة أكثر من معركة في وقت واحد.
ويضيف الخبير ذاته، أنّه "لمجرد أن تعلن السلطات العراقية عن تحرير مدينة معيّنة، حتى يعلن داعش سيطرته على منطقة أخرى"، مبيّناً أن التنظيم بدأ يعتمد على الكرّ والفرّ، والتكتيكات العسكرية المحكمة، في حين سخّرت السلطات العراقية إعلامها للحديث عن التقدم العسكري في عدد محدد من المناطق والمبالغة في الحديث عن الانتصارات التي لم تدم طويلاً في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضاً العراق: تحذيرات من انتكاسة أمنية في صلاح الدين وبيجي