تثير محاولات الاحتلال الإسرائيلي التهويلَ والمبالغة في حجم الإنجاز الاستخباراتي لجهة "الكشف عن النفق في قرية كفركلا" اللبنانية، كمبرر لبدء عمليات الحفر الإسرائيلية وإطلاق حملة على هذه العمليات، كثيراً من الحذر لجهة الغاية من إطلاق هذه العمليات في هذا الوقت بالذات، خصوصاً في ظل الجدل الداخلي في إسرائيل عن توقيتها. مع العلم أن المعلومات حول النفق كان أغلبها معروفاً أو متداولاً في الصحف العربية، وفي تقارير إسرائيلية سابقة، وحتى في نشاط حزب الله الإعلامي.
ولعله من المفيد استبعاد الانتخابات كدافع أساسي لها، بفعل تورّط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملفات الفساد. وإن ذلك لا يعني أن الفائدة التي قد يجنيها نتنياهو من هذه العمليات غير قائمة، على الأقل على المدى القصير في إحراج شريكه السابق في الحكومة، أفيغدور ليبرمان.
مع ذلك، إن الصورة الأوسع والأشمل هي التي ينبغي النظر إليها، وعدم توجيه الأنظار فقط إلى جهة الأضواء التي أشعلتها إسرائيل هذا الأسبوع حول موضوع الأنفاق، لأن التحدي الأكبر من منظورها، هو التحدي الإيراني والخطر الصاروخي، لا سيما أنها أطلقت منذ سبتمبر/أيلول الماضي حملة دولية ضد ما تدعيه من نشاط إيراني لتطوير صواريخ حزب الله، ونشرها صوراً لمواقع هذه المصانع في قلب بيروت، بحثاً عن شرعية دولية لضرب أهداف داخل العاصمة اللبنانية، بعد تحميل حكومة لبنان مسؤولية وجود هذه "المصانع".
صحيح أن موضوع الأنفاق يشكّل من وجهة نظر الإسرائيليين خطراً، لكن إثارة الموضوع في هذه الفترة، وربط ذلك بمسألة تطوير صواريخ حزب الله، ثم التركيز على كون الأنفاق خرقاً للقرار الدولي 1701، والتصريح الأميركي الذي يدعم "حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها"، بحسب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إثر لقائه يوم الإثنين الماضي نتنياهو، كلّ هذا يشي بأن عملية "درع الشمال" قد تكون بداية لاستعداد إسرائيلي لعدوان على لبنان، مع نضوج "ظرف دولي مؤاتٍ" بما في ذلك التفاهم مع روسيا حول خطوط هذا العدوان وأهدافه، وضمنها ضربة استباقية لإضعاف تصاعد نفوذ إيراني محتمل، في ظلّ رصد إسرائيل أخيراً بدء اهتمام روسي بلبنان وموازين القوى الداخلية فيه.
مع ذلك، إن الصورة الأوسع والأشمل هي التي ينبغي النظر إليها، وعدم توجيه الأنظار فقط إلى جهة الأضواء التي أشعلتها إسرائيل هذا الأسبوع حول موضوع الأنفاق، لأن التحدي الأكبر من منظورها، هو التحدي الإيراني والخطر الصاروخي، لا سيما أنها أطلقت منذ سبتمبر/أيلول الماضي حملة دولية ضد ما تدعيه من نشاط إيراني لتطوير صواريخ حزب الله، ونشرها صوراً لمواقع هذه المصانع في قلب بيروت، بحثاً عن شرعية دولية لضرب أهداف داخل العاصمة اللبنانية، بعد تحميل حكومة لبنان مسؤولية وجود هذه "المصانع".
صحيح أن موضوع الأنفاق يشكّل من وجهة نظر الإسرائيليين خطراً، لكن إثارة الموضوع في هذه الفترة، وربط ذلك بمسألة تطوير صواريخ حزب الله، ثم التركيز على كون الأنفاق خرقاً للقرار الدولي 1701، والتصريح الأميركي الذي يدعم "حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها"، بحسب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إثر لقائه يوم الإثنين الماضي نتنياهو، كلّ هذا يشي بأن عملية "درع الشمال" قد تكون بداية لاستعداد إسرائيلي لعدوان على لبنان، مع نضوج "ظرف دولي مؤاتٍ" بما في ذلك التفاهم مع روسيا حول خطوط هذا العدوان وأهدافه، وضمنها ضربة استباقية لإضعاف تصاعد نفوذ إيراني محتمل، في ظلّ رصد إسرائيل أخيراً بدء اهتمام روسي بلبنان وموازين القوى الداخلية فيه.