كشفت مصادر مصرية في اللجنة الرئاسية المعنية بمتابعة الشأن الليبي لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل مقترح مصري إماراتي بتوحيد القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا، تتضمن اختيار فائز السراج رئيس حكومة الوفاق، رئيسا للدولة، وقائداً أعلى للقوات المسلحة، بوجود نائبين هما محمد البرغثي، وناجي مختار.
وبحسب المصادر، فقد تضمن التصور المصري أيضاً اختيار عارف النايض سفير ليبيا في الإمارات رئيسا للحكومة، على أن يكون حفتر، قائداً عاماً للجيش ووزيراً للدفاع، وسالم جحا رئيساً للأركان.
وتبدأ اليوم في العاصمة المصرية اجتماعات موسعة لقيادات عسكرية ليبية لتوحيد المؤسسة العسكرية، والتوافق العام على إعادة النقاش بشأن الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة.
وبحسب المصادر، فإن عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، واللواء عبدالرحمن الطويل رئيس أركان حرب القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، يشاركان في الاجتماعات "حيث جدد الطرفان التأكيد على الثوابت الوطنية، ودارت مناقشاتهما التفصيلية حول مختلف الأفكار والحلول لتدشين مرحلة جديدة على مسيرة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، حيث تم تشكيل مجموعة من اللجان الفنية التخصصية لبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية ودراسة كافة الشواغل التي تدعم تحقيق هذا المسار"، حسب المصادر.
وقالت المصادر إن أجندة الاجتماعات تتضمن الحديث بشأن طبيعة العلاقة بين السلطة المدنية والمؤسسة العسكرية، وكذلك عملية إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة العسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن حفتر المتواجد في الوقت الراهن في الأردن، للقاء عدد من المسؤولين الأميركيين والبريطانيين، من المقرر أن يحضر الجلسة الختامية للاجتماعات التي تستضيفها القاهرة برعاية وزارة الدفاع المصرية ورئاسة الجمهورية، والتي من المقرر أن تكون في غضون 4 أيام.
وبحسب المصادر المصرية، يشارك في اجتماعات الجولة السادسة لتوحيد الجيش الليبي في القاهرة نحو 45 ضابطًا عسكريًّا برئاسة الناظوري والطويل، اللذين يشاركان في الاجتماعات للمرة الأولى منذ انطلاقها قبل ستة أشهر في مصر، وسوف تضم الاجتماعات قادة الأفرع الرئيسية للجيش الليبي التابعين لحفتر، والمجلس الرئاسي.
وكان رئيس قسم الإدارات العسكرية بقيادة قوات حفتر، عبد السلام الفرجاني، كشف خلال تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، أنه تم اختياره كأحد الممثلين لقوات حفتر خلال الاجتماعات التي ستجري اليوم في القاهرة.
وقال إنّ "لقاء مغلقاً سينعقد بين ضباط الجيش عن الشرق والغرب لبحث سبل توحيد المؤسسة العسكرية ومعرفة الأسباب الرئيسة لشتات المؤسسة، وحل المشاكل الجوهرية التي تحول دون ذلك".
وكان عمداء بلديات المنطقة الشرقية وعدد من الشيوخ والأعيان والحكماء والوجهاء بالمنطقة الشرقية عقدوا لقاء مع عمداء بلديات طرابلس والأعيان والحكماء بالمدينة، في العاصمة بعد وصولهم عبر مطار معيتيقة، أمس الأحد، في خطوة تعد الأولى من نوعها.
فيما أشارت المصادر إلى أن رئيس اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية اللواء محمد الكشكي، والذي كان في استقبال الناظوري والطويل لدى وصولهما، يعدّ تقريرا يوميا للقيادة السياسية المصرية بشأن سير تلك الاجتماعات وما يتم التوصل له لحظة بلحظة، بحسب المصادر.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، أمس الأحد، إن "مصر تعمل بنطاق واسع في ليبيا لاستعادة الاستقرار وتدعيم المؤسسات الليبية، وتوفير الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق وتوحيد صفوف الجيش الليبي، ووصول العناصر المختلفة للجيش والتفاهم حول خطط التوحيد العسكرية".
وأضاف "شكري أن مصر تسعى لتوفير المناخ الآمن لعقد الانتخابات في القريب العاجل، فضلا عن إجراء مصر اتصالات مع كافة الأطراف السياسية الفاعلة، وفتح مجالات التوافق والتفاهم حول مستقبل ليبيا".
وهو الأمر نفسه الذي أكد عليه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، دعْم الجامعة لليبيين نحو التوصل إلى حل شامل للوضع في البلاد، وتشكيل المؤسسات الدائمة والموحدة للدولة الليبية.
جاء ذلك خلال لقاء نائب رئيس المجلس الرئاسي، علي القطراني، مع أبو الغيط في القاهرة، الأحد، حيث جرى بحث آخر المستجدات السياسية على الساحة الليبية والجهود المبذولة لاستكمال العملية السياسية وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية المقررة وفق اتفاق الصخيرات، وخطة العمل التي يرعاها المبعوث الأممي غسان سلامة.