رشق نشطاء فلسطينيون، اليوم الأربعاء، مجسماً يجسد شخصية "آرثر جيمس بلفور"، الذي منح اليهود الحق في فلسطين قبل مائة عام، بالأحذية، في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، تعبيراً عن رفضهم المتواصل للوعد، مطالبين في الوقت نفسه، بريطانيا بالاعتذار عن ذلك الوعد الذي دمّر فلسطين.
وانطلق الفلسطينيون بمسيرة غاضبة من وسط المدينة باتجاه الحاجز العسكري، الذي يقيمه الاحتلال على مدخل المدينة الشمالي، رافعين يافطات تطالب بريطانيا بالاعتذار، بالإضافة إلى قماشة سوداء كبيرة كرمزية لمائة عام سوداء عاشها الفلسطينيون بسبب ذلك الوعد.
وفي السياق نفسه، قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، منذر عميرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ بلفور جلب الاحتلال الغاشم الذي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني، ويصادر أراضيهم، ويهدم بيوتهم، وإنّ رسالة الفلسطينيين اليوم في ذكرى وعد بلفور أن الجدار الذي يحيط بالأراضي الفلسطينية ما هو إلا نتاج لهذا الوضع القائم الذي أعطاه بلفور لليهود في العالم.
وأضاف: "اليوم بعد 100 سنة، نقول إن الشعب الفلسطيني، بالرغم من مرور كل هذه السنوات، إلا أنه مصر على الاستمرار في المسيرة النضالية"، مطالباً دول العالم بالضغط على حكومة بريطانيا من أجل التنصل من هذا الوعد الغاشم، ومن أجل أن يقولوا كلمة حق من أجل الشعب الفلسطيني.
وطالب النشطاء دول العالم بضرورة الوقوف وقفة واحدة من أجل إنهاء هذا الاحتلال، داعين في الوقت نفسه بريطانيا إلى الاعتذار وجبر الضرر، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتعويض أبناء الشعب الفلسطيني عن سنوات الحرمان وسنوات الدمار التي تسبب بها الاحتلال.
ورشق الفلسطينيون كباراً، وصغاراً، وشيوخاً، مجسم "بلفور" قبيل أن يضرموا النار بوثيقة الوعد الموقعة، أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي حضروا بالعشرات، ما أدى إلى اندلاع المواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، أسفرت عن وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.
على خط مواز، نظم نشطاء المقاومة الشعبية مسرحية شارك فيها عشرات الأطفال الفلسطينيين أمام فندق "الجدار" القريب من الحاجز العسكري على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، تجسيداً لاعتذار بريطانيا عن الوعد.
وجلس الأطفال بجانب جدار الفصل العنصري يرتدون قبعات الجيش البريطاني، وقدموا اعتذارهم للفلسطينيين والنشطاء، وفي نهاية المسرحية اعتذرت ملكة بريطانيا التي جسدها طفل عن الوعد وهو مطلب الفلسطينيين الذين تظاهروا لأجله اليوم.
وعلق النشطاء أعلام بريطانيا ممزقة بين الفندق والجدار، فيما وضعوا متاريس رملية تجسيداً للواقع المرير الذي يفرضه الاحتلال، وسط لوحات الفنانين الأجانب المرسومة على جدار الفصل العنصري هناك.