وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن الجيشين الروسي والتركي سيرا دورية مشتركة في محيط مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي. ويأتي تسيير الدوريات في تلك المنطقة بناء على تفاهمات روسية تركية تمت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عقب عمليات عسكرية شنها الجيش التركي ضد "قسد" في شمال سورية.
إلى ذلك، قال "فريق منسقو استجابة سورية" إن عدد النازحين والمهجرين الذين عادوا إلى قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب بلغ أكثر من 216 ألف نازح ومهجر، وذلك منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من مارس/ آذار الماضي. ويشار إلى أن الهدوء يسود بشكل شبه تام في إدلب ومحيطها منذ توقيع الاتفاق بين روسيا وتركيا في موسكو، وقامت قوات النظام بخرق الاتفاق عدة مرات بقصف مدفعي ومحاولات تقدم وتسلل إلى مناطق المعارضة وبقية الفصائل.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت، اليوم، مناطق في بلدتي الحدادة والكبينة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وهي مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار. وبحسب المصادر، لم يسفر القصف عن وقوع خسائر بشرية، وأسفر فقط عن أضرار مادية، مشيرة إلى أن الفصائل المسلحة في المنطقة لم تقم بالرد على مصادر القصف.
معبر مع النظام
من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، عن أن عناصر "هيئة تحرير الشام" بدأوا بإزالة ألغام زرعت في وقت سابق من قبلهم على طريق معارة النعسان - ميزناز في ريف حلب الجنوبي الغربي. وذكرت المصادر أن عملية إزالة الألغام تأتي تمهيدا لفتح معبر تجاري بين مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" ومناطق سيطرة قوات النظام السوري. وتقع ميزناز بالقرب من الطريق الدولي حلب دمشق في ناحية كفر حلب، بينما تقع معارة النعسان في ريف إدلب الشمال الشرقي بالقرب من ناحية تفتناز التي توجد أيضا القوات التركية في مطارها العسكري.
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد أوقفت في وقت سابق خطوات افتتاح معبر مع قوات النظام بعد احتجاجات في ريف إدلب تخوفا من وصول فيروس كورونا عبر الحركة مع مناطق سيطرة قوات النظام التي سجلت فيها إصابات بالفيروس.
اشتباكات عنيفة في الجنوب
وفي الجنوب، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من محافظة السويداء وفصائل محلية مدعومة من روسيا في ريف درعا، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن مسلحين من محافظة السويداء هاجموا من ناحية القريا مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشمالي الشرقي، حيث اندلعت اشتباكات مع فصائل من "الفيلق الخامس" التابع للنظام السوري والمدعوم من روسيا.
وذكرت المصادر أن الاشتباك أسفر عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين، مشيرة إلى أن فصائل "الفيلق الخامس" في بصرى الشام هي فصائل سابقة في المعارضة السورية المسلحة. وتحدثت المصادر عن أن سبب الهجوم هو استمرار مسلحين في بصرى الشام باحتجاز مسلحين من السويداء هاجموا المنطقة في وقت سابق.
وذكرت أن دورية عسكرية روسية وصلت إلى مدينة بصرى الشام وأخرى إلى محافظة السويداء، وذلك بهدف التوسط من أجل وقف الاشتباك بين الطرفين. ويأتي الاشتباك، وفق مصادر، على خلفية عمليات خطف متبادلة وقعت سابقا، مشيرة بأصابع الاتهام إلى عملاء تابعين للنظام يهدفون إلى إثارة الفتنة في المنطقة.
وكانت فصائل مدينة بصرى الشام قد أطلقت سراح مجموعة من مسلحي السويداء تم القبض عليهم خلال اشتباكات بين الطرفين سابقا، بينما أفرج مسلحو السويداء عن الشيخ نواف شحادة الحريري، وهو من أهالي الصنمين.
وفي وقت سابق أيضا، أعلن عدد من الشيوخ والوجهاء في بصرى الشام تشكيل لجنة للتفاوض مع أهالي السويداء وإنهاء الخلاف بين المحافظتين.
وفي مارس/آذار الماضي، دارت اشتباكات بين فصائل محلية في السويداء وعناصر من "الفيلق الخامس" أدت إلى وقوع قتلى من الطرفين. وتوقفت الاشتباكات عقب تدخل شخصيات من السويداء ودرعا لاحتواء التوتر بين الطرفين وسط تدخل روسي لتسوية الخلاف.