وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد ساهمت خلال عامي 2015 و2016 بتأسيس مليشيات "سورية الديمقراطية"، وقدمت، هي وبلدان غربية أخرى، أسلحة لعناصر تلك القوة الذين تم إخضاعهم لتدريبات على يد مدرّبين أميركيين، لكن قسماً من تلك الأسلحة، وخاصة الأميركية المتطورة، تم تسريبه إلى "حزب العمال الكردستاني" بمعقله الرئيسي في جبال قنديل على الحدود العراقية – الإيرانية.
وفي هذا الخصوص، نقل موقع صحيفة "وشه"، المقربة من سلطات إقليم كردستان، عن أحد قادة "قوات الشمس"، التي تضم مقاتلين أكرادًا سوريين يقاتلون "داعش" بكردستان العراق إلى جانب قوات "البشمركة"، معلومات تفيد بمصادرة الأجهزة الأمنية بتركيا اثنتين من القاذفات الأميركية المتطورة المضادة للدروع كانتا بحيازة مسلحي "العمال الكردستاني"، وهي النوعية ذاتها من الأسلحة التي قدمتها واشنطن لمسلحي مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية، التي تعتبر قريبة من "العمال الكردستاني".
ومضت الصحيفة، التي تصدر باللغة الكردية من أربيل، بالقول: "إحدى القاذفتين تم ضبطها يوم 3 إبريل/نيسان في موقع بمدينة شمدينلي التابعة لمحافظة هكاري بجنوب شرق تركيا، وهي من نوع M136 AT4".
وأوضحت أن مثل تلك النوعية من الأسلحة لا تتوفر إطلاقاً في أسواق السلاح غير القانونية (السوداء) في تركيا ليتمكن مسلحو "العمال الكردستاني" من الحصول عليها، وبالتالي فإن التفسير الوحيد لطريقة وصول تلك القاذفات إلى مسلحي "العمال الكردستاني" هو أنها نقلت عن طريق مليشيات "وحدات حماية الشعب السورية" المرتبطة بـ"الكردستاني".
وقال قائد الوحدة الثانية بـ"قوات الشمس"، قادر شيخ مام: "نحن واثقون بنسبة مئة بالمئة، أن الأسلحة الأميركية، وتلك التي تقدمها دول التحالف الدولي الذي يقاتل داعش، لمسلحي وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية، تجد طريقها إلى جبال قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني، وهي ليست كل الأسلحة، لكن حصة منها ترسل إلى هناك".
وأضاف في تصريح صحافي: "صحيح أنه لا تتوفر لدينا وثائق تؤكد ذلك؛ لكن المعلومات متوفرة لدينا، وليس عندنا أدنى شك أن أسلحة ترسل من سورية إلى قنديل".
وأوضح أن مقاتلي "قوة الشمس"، التي يقود "قادر شيخ مام" إحدى وحداتها، لديهم اتصال بالمناطق الكردية بسورية، وخاصة في المناطق الحدودية بين سورية وتركيا، ومن خلال تواصلهم توفرت معلومات بحصول عملية تهريب الأسلحة الأميركية من سورية إلى تركيا، ومنها إلى جبال قنديل.
بدوره، قال القيادي بالمجلس الوطني الكردي السوري، نواف رشيد، وممثله في إقليم كردستان العراق: "حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب لا يختلفان عن حزب العمال الكردستاني، وقد أوضح المسؤولون الأميركان، أثناء استقبالهم وفداً من المجلس الوطني الكردي السوري بواشنطن العام الحالي، هذا الأمر، لكن واشنطن تستعملهم لقتال داعش".
وأضاف رشيد، في تصريح صحافي، أن المجلس الوطني الكردي السوري، من جانبه، ورغم علمه أن واشنطن تعلم أن كلاً من "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ووحدات حماية الشعب، وحزب العمال الكردستاني، حلفاء وأصدقاء للإيرانيين، إلا أنه قام بنقل هذه المعلومات إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة بإقليم كردستان، ومنها القنصلية الأميركية.
وأوضح رشيد أنه "من النواحي السياسية والسلطات ومختلف المجالات الأخرى، حزب الاتحاد الديمقراطي، وذراعه المسلح، وحدات حماية الشعب، مرتبطان بشكل مباشر بحزب العمال الكردستاني، حتى نستطيع القول إن العمال الكردستاني هو صاحب السلطة الحقيقية بالمناطق الكردية في سورية، وليس حزب الاتحاد الديمقراطي".
وتنتج كل من أميركا والسويد القاذفة المحمولة على الكتف والمضادة للدروع "M136 AT4"، وهو سلاح فعال ضد الدروع حتى سمك 400 ملم، ومدى التدمير هو 300 متر، ويؤثر في الأهداف حتى بعد 600 متر. طول القاذفة يزيد قليلاً على المتر الواحد ووزنها 6.7 كلغ.