على الرغم من علم القيادة الفلسطينية بأن القضية الفلسطينية ليست لها الأولوية في القمة العربية والخليجية، اليوم الخميس، والقمة الإسلامية، غداً الجمعة في مكة، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشارك في هذه الاجتماعات بالنظر إلى أنها المحطة الأخيرة ما قبل مؤتمر البحرين الاقتصادي المقرر في 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل، والذي يُتوقع أن تنطلق منه رسمياً "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، فيما تسعى القيادة الفلسطينية لاستكمال جهودها الدبلوماسية لثني الدول العربية عن المشاركة في مؤتمر المنامة. وأفادت مصادر رسمية فلسطينية بأن عباس سيلقي كلمة في القمة العربية ستركز على دعم السعودية بوجه الاعتداءات الإيرانية التي تتعرض لها.
وتُعقد لقاءات مكة في وقت يقوم فيه وفد أميركي مؤلف من كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية براين هوك، بجولة في المنطقة بدأت من الرباط وتُستكمل في عمّان والقدس المحتلة، لحشد الدعم لـ"صفقة القرن". وكان كوشنر وغرينبلات قد شاركا، الثلاثاء، بمأدبة إفطار في المغرب أقامها على شرفهما العاهل المغربي محمد السادس. وبحسب وكالة الأنباء المغربية، فقد سبقت الإفطار محادثات بين الملك محمد السادس وكوشنر تناولت سبل "تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة والمتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذلك التحوّلات والتطوّرات التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
وتعليقاً على قمم مكة، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الوزير أحمد مجدلاني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "فلسطين سوف تدعم الموقف العربي ضد التهديدات والتدخّلات الإيرانية التي تهدد الأمن القومي العربي، وفي الوقت ذاته سيستمر الحراك والجهود الفلسطينية الدبلوماسية عربياً ودولياً لإقناع الدول بعدم المشاركة في مؤتمر البحرين".
وأكد مجدلاني أن الرئيس الفلسطيني "سيدعو العرب إلى الالتزام بمبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية، لا سيما قمة الظهران، التي سميت بقمة القدس، وقمة تونس، والتي لا تتوافق مع الدعوة لمؤتمر البحرين الذي هو جزء من صفقة القرن".
أما في ما يتعلق بالقمة الإسلامية التي ستقام الجمعة، فمن المخطط أن يلقي عباس كلمة فيها وصفتها وزارة الخارجية الفلسطينية بأنها "كلمة محورية هامة في القمة يحدد فيها الموقف الفلسطيني من الأفكار الأميركية ومن التهديدات الإسرائيلية اليومية ضد شعبنا، ويؤكد أهمية حق العودة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة". وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قد أكد في تصريحات سابقة، أن "القمة الإسلامية ستشهد قرارات هامة لصالح فلسطين".
اقــرأ أيضاً
من جهته، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية، إن "القضية الفلسطينية هي الملف الرئيسي على جدول أعمال القمة الإسلامية، والتي ستؤكد رفض جميع الإجراءات التي اتخذتها واشنطن حول القدس واللاجئين والاستيطان والجولان وأي إجراءات أو خطط من الممكن أن تمس بحقوق شعبنا"، مشيراً إلى "كلمة هامة للرئيس خلال افتتاح أعمالها يوم الجمعة". ولفت الخالدي "إلى قرار مقترح من دولة فلسطين إلى القمة برفض صفقة القرن وخطواتها، بما فيها الندوة الاقتصادية في البحرين التي تم رفضها من القيادة ومنظمة التحرير والقطاع الخاص ورجال الأعمال بشكل كلي ونهائي".
لكن مصادر مقربة من عباس قالت لـ"العربي الجديد"، إنه من غير المتوقع أن تسفر جهود الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له المشارك في القمتين العربية والإسلامية عن تغيير حقيقي في مواقف الدول العربية تجاه المشاركة في مؤتمر البحرين. وأضافت المصادر: "لا أحد يجرؤ أن يقول لا للولايات المتحدة التي دعت لمؤتمر البحرين، وجولة كوشنر في المنطقة تأتي استكمالاً لهذه الضغوط الأميركية".
من جهته، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ماجد الفتياني، لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الدولي يتقدّم على الموقف العربي، فروسيا والصين رفضتا مؤتمر البحرين، والاتحاد الأوروبي يقول إن الحل بإقامة دولة فلسطينية، فيما التردد موجود فقط في العالم العربي". وتابع: "الموقف الفلسطيني سواء لمنظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، هو الطلب من البحرين التراجع عن هذا المؤتمر، ومن القمتين العربية والإسلامية رفض هذا المشروع الأميركي الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك عبر التمسك بقرارات قمة الظهران وقمة تونس، وأيضاً القمم العربية والإسلامية التي اعتمدت المبادرة العربية كأساس لحل الصراع". ولفت الفتياني إلى أن موقف عباس "واضح في رفض الصفقة الأميركية بكل تفاصيلها، وسيجدد هذا الرفض في القمتين العربية والإسلامية، ليشدد أمام الجميع على أن القضية الفلسطينية ليست قضية اقتصادية أو إنسانية وإنما سياسية بالدرجة الأولى".
من جهته، رأى محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، قرب رام الله، علي الجرباوي، أن "على الفلسطينيين ألا يعوّلوا على قمم مكة من أجل حشد رأي عربي ضد المشاركة في مؤتمر البحرين، لأن هناك دولاً عربية أعلنت بالفعل عن مشاركتها في المؤتمر قبل قمم مكة، فضلاً عن أن القمم لديها جدول أعمال معروف".
وأضاف الجرباوي، في حديث مع "العربي الجديد": "أعتقد أن الرئيس الفلسطيني قد يحاول أن يشير إلى الموضوع الفلسطيني وورشة البحرين الاقتصادية وصفقة القرن، لكن لا أعتقد أن القمة العربية ستشهد بحثاً معمّقاً ومركزاً لهذه المسألة". وتابع: "الرئيس الفلسطيني سيحاول القيام بذلك، لكن رد الفعل والأثر لن يغيّر من رأي الأطراف المختلفة حول المشاركة في مؤتمر البحرين، لأن هامش المناورة ضئيل"، معتبراً أن "أفضل ما يمكن فعله هو طرح الموضوع الفلسطيني، وحتى لو لم يكن هذا الموضوع على جدول أعمال مؤتمر مكة، فإن الرئيس عباس سوف يستثمر وجوده في القمة وسيخاطب الموجودين بالموقف الفلسطيني، وهذا أقل ما يمكن فعله، أي المحاولة".
ولفت إلى "أننا نترقب أن نرى الصيغة التي سيتحدث بها عباس، هل سيخاطب الدول العربية التي أعلنت مشاركتها ويدعوها لتغيير موقفها؟ لكن غالباً سيطرح المخاوف والمطالب الفلسطينية بوضوح، إذ استخدمت القيادة الفلسطينية كل ما هو متاح أمامها لحشد رأي عام ضد المؤتمر، لكن التفتت الكبير داخل الإقليم والضغوط الأميركية يُبقيان قدرة الفلسطينيين غير كافية للحيلولة دون عقد مؤتمر يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل هذه القوة".
وتُعقد لقاءات مكة في وقت يقوم فيه وفد أميركي مؤلف من كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية براين هوك، بجولة في المنطقة بدأت من الرباط وتُستكمل في عمّان والقدس المحتلة، لحشد الدعم لـ"صفقة القرن". وكان كوشنر وغرينبلات قد شاركا، الثلاثاء، بمأدبة إفطار في المغرب أقامها على شرفهما العاهل المغربي محمد السادس. وبحسب وكالة الأنباء المغربية، فقد سبقت الإفطار محادثات بين الملك محمد السادس وكوشنر تناولت سبل "تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة والمتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذلك التحوّلات والتطوّرات التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
وأكد مجدلاني أن الرئيس الفلسطيني "سيدعو العرب إلى الالتزام بمبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية، لا سيما قمة الظهران، التي سميت بقمة القدس، وقمة تونس، والتي لا تتوافق مع الدعوة لمؤتمر البحرين الذي هو جزء من صفقة القرن".
أما في ما يتعلق بالقمة الإسلامية التي ستقام الجمعة، فمن المخطط أن يلقي عباس كلمة فيها وصفتها وزارة الخارجية الفلسطينية بأنها "كلمة محورية هامة في القمة يحدد فيها الموقف الفلسطيني من الأفكار الأميركية ومن التهديدات الإسرائيلية اليومية ضد شعبنا، ويؤكد أهمية حق العودة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة". وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قد أكد في تصريحات سابقة، أن "القمة الإسلامية ستشهد قرارات هامة لصالح فلسطين".
من جهته، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية، إن "القضية الفلسطينية هي الملف الرئيسي على جدول أعمال القمة الإسلامية، والتي ستؤكد رفض جميع الإجراءات التي اتخذتها واشنطن حول القدس واللاجئين والاستيطان والجولان وأي إجراءات أو خطط من الممكن أن تمس بحقوق شعبنا"، مشيراً إلى "كلمة هامة للرئيس خلال افتتاح أعمالها يوم الجمعة". ولفت الخالدي "إلى قرار مقترح من دولة فلسطين إلى القمة برفض صفقة القرن وخطواتها، بما فيها الندوة الاقتصادية في البحرين التي تم رفضها من القيادة ومنظمة التحرير والقطاع الخاص ورجال الأعمال بشكل كلي ونهائي".
من جهته، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ماجد الفتياني، لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الدولي يتقدّم على الموقف العربي، فروسيا والصين رفضتا مؤتمر البحرين، والاتحاد الأوروبي يقول إن الحل بإقامة دولة فلسطينية، فيما التردد موجود فقط في العالم العربي". وتابع: "الموقف الفلسطيني سواء لمنظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، هو الطلب من البحرين التراجع عن هذا المؤتمر، ومن القمتين العربية والإسلامية رفض هذا المشروع الأميركي الذي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك عبر التمسك بقرارات قمة الظهران وقمة تونس، وأيضاً القمم العربية والإسلامية التي اعتمدت المبادرة العربية كأساس لحل الصراع". ولفت الفتياني إلى أن موقف عباس "واضح في رفض الصفقة الأميركية بكل تفاصيلها، وسيجدد هذا الرفض في القمتين العربية والإسلامية، ليشدد أمام الجميع على أن القضية الفلسطينية ليست قضية اقتصادية أو إنسانية وإنما سياسية بالدرجة الأولى".
من جهته، رأى محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، قرب رام الله، علي الجرباوي، أن "على الفلسطينيين ألا يعوّلوا على قمم مكة من أجل حشد رأي عربي ضد المشاركة في مؤتمر البحرين، لأن هناك دولاً عربية أعلنت بالفعل عن مشاركتها في المؤتمر قبل قمم مكة، فضلاً عن أن القمم لديها جدول أعمال معروف".
وأضاف الجرباوي، في حديث مع "العربي الجديد": "أعتقد أن الرئيس الفلسطيني قد يحاول أن يشير إلى الموضوع الفلسطيني وورشة البحرين الاقتصادية وصفقة القرن، لكن لا أعتقد أن القمة العربية ستشهد بحثاً معمّقاً ومركزاً لهذه المسألة". وتابع: "الرئيس الفلسطيني سيحاول القيام بذلك، لكن رد الفعل والأثر لن يغيّر من رأي الأطراف المختلفة حول المشاركة في مؤتمر البحرين، لأن هامش المناورة ضئيل"، معتبراً أن "أفضل ما يمكن فعله هو طرح الموضوع الفلسطيني، وحتى لو لم يكن هذا الموضوع على جدول أعمال مؤتمر مكة، فإن الرئيس عباس سوف يستثمر وجوده في القمة وسيخاطب الموجودين بالموقف الفلسطيني، وهذا أقل ما يمكن فعله، أي المحاولة".
ولفت إلى "أننا نترقب أن نرى الصيغة التي سيتحدث بها عباس، هل سيخاطب الدول العربية التي أعلنت مشاركتها ويدعوها لتغيير موقفها؟ لكن غالباً سيطرح المخاوف والمطالب الفلسطينية بوضوح، إذ استخدمت القيادة الفلسطينية كل ما هو متاح أمامها لحشد رأي عام ضد المؤتمر، لكن التفتت الكبير داخل الإقليم والضغوط الأميركية يُبقيان قدرة الفلسطينيين غير كافية للحيلولة دون عقد مؤتمر يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل هذه القوة".