وبيّن مسؤولون في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقية سيطرت على مناطق مكتب خالد وملا عبد الله وتل الورد ومعسكر كيوان جنوب وجنوب غربي كركوك، خلال الساعات الماضية، وتتجه إلى بسط سيطرتها على جميع حقول النفط في المحافظة فضلاً عن قضاء الدبس المجاور لكركوك".
وفي السياق ذاته، أوضح ضابط رفيع في قيادة الفرقة التاسعة بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الهدف ليس مركز مدينة كركوك كونها تضم نحو مليون ونصف المليون نسمة، ودخولها يعني اندلاع شرارة حرب قومية، لكن ستسيطر القوات العراقية على أطراف المدينة ومحيطها بالكامل، وتستعيد معسكرات الجيش العراقي السابقة، التي كان موجوداً فيها قبل دخول "داعش" 2014، فضلاً عن حقول النفط، لافتاً إلى "وقوع قتلى وجرحى من الطرفين في المعارك".
من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، العميد يحيى رسول، لـ"العربي الجديد"، إنّ التعرض أو إعاقة عمل القوات العراقية في مهمة إعادة انتشارها في كركوك ستكون له عقوبات قاسية"، مضيفاً أنّ "القوات العراقية تتحرك في مناطق عراقية ولا تحتاج إذن أحد في ذلك وفقاً للدستور".
في المقابل، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، في رسالة مكتوبة بثتها وسائل إعلام كردية، منح الضوء الأخضر لإطلاق النار اتجاه أي قوة تحاول التقدم. بينما طالب محافظ كركوك نجم الدين كريم من السكان بحمل السلاح.
وقال شهود عيان في كركوك، إن المئات من المتطوعين الأكراد يتدفقون على المدينة من مختلف البلدات الكردية بإقليم كردستان حاملين أسلحة مختلفة، لافتين إلى أنّ الطيران العراقي يحلق على علو منخفض من المدينة، وهناك أصوات اشتباكات وقصف تسمع بين وقت وآخر.
وأورد التلفزيون الكردي الرسمي في أربيل، أنّ قوات البشمركة قتلت 15 عنصراً من مليشيات "الحشد الشعبي" وأحرقت أربع عربات للجيش العراقي، في حين أكدت مصادر عسكرية عراقية إيقاع خسائر في صفوف قوات "البشمركة".
محلياً، حثّ رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد صالحي، التركمان في محافظة كركوك، شمالي العراق، على "وحدة ورص الصفوف والدفاع عن أنفسهم" في ظل التصعيد الذي تشهده محافظتهم بين القوات الاتحادية والبيشمركة (التابعة لإقليم شمالي البلاد).
وقال صالحي في كلمة مصورة وجهها لتركمان كركوك، إن "الاشتباكات بدأت في (قضاء) طوزخورماتو (شمالي محافظة صلاح الدين)، ومحيط مدينة كركوك (مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته)، لا تكونوا في مرمى أهداف أحد".
ودعا التركمان لعدم الخوف والتسلح ضمن حدود إمكانياتهم، والذود عن ديارهم وأحيائهم.
وحذر من استهداف مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي لمناطق التركمان.
دولياً، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، فجر الإثنين، على وحدة العراق، ودعت الأطراف العراقية إلى الحوار، وتجنب الخطوات التي من شأنها زيادة التصعيد في محافظة كركوك، شمالي البلاد.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون، أدريان رانكين، في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن بلاده تعارض استخدام العنف أياً كان طرفه.
وأضاف أن بلاده تحذر من الخطوات التي من شأنها التأثير سلبياً على الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، أو تؤدي إلى تقويض الاستقرار في العراق.
وأشار إلى أن بلاده تؤكد على وحدة الأراضي العراقية، مشدداً على أن "الحوار يبقى أفضل خيار لنزع فتيل التوترات القائمة والقضايا العالقة" بين بغداد وأربيل.
وحثّ المسؤول الأميركي كل الأطراف، بما فيها الإقليمية، على التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم "داعش".