ولليوم الثاني على التوالي شارك الآلاف من فلسطينيي 48، مساء أمس الاثنين، بتشييع جثمان شهيد، وهو سامي الزيادنة (40 عاماً)، الذي قُتل باستنشاق غاز مسيّل للدموع، أطلقته الشرطة الإسرائيلية في هجومها على المقبرة، أثناء تشييع جثمان سامي الجعار، مساء الأحد، والذي استشهد بدوره، برصاصة شرطي إسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي. وأُصيب في الهجوم 22 شخصاً من المشاركين في الجنازة، وُصفت جراح أحدهم بـ"الخطرة" وآخر بـ"المتوسطة".
وكان ممثلو "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، و"اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية"، قد عقدوا اجتماعاً طارئاً في رهط، ظهر أمس، واتخذوا قرارهم بالإضراب وتنظيم نشاطات احتجاجية مختلفة. وذكر بيان صادر عنهم أن "الاضراب يأتي في أعقاب تكرار العدوان البوليسي الهمجي على الجماهير العربية في رهط".
ودعت اللجنة إلى "تنظيم مسيرة مشاعل مركزية وقُطرية في رهط، تنطلق في الساعة السادسة من مساء اليوم، من بيت الشهيد سامي الجعّار إلى بيت الشهيد سامي الزيادنة، فضلاً عن تنظيم تظاهرات احتجاجية وِحدوية محلية، في المدن والقرى العربية، ظهر اليوم". وقررت تخصيص ساعتين دراسيتين صباح غد الأربعاء، في المدارس العربية، لـ"عرض ومُناقشة جرائم وعنف الشرطة وسياسة المؤسسة الإسرائيلية، تجاه الجماهير العربية".
واتخذت اللجنة عدداً من القرارات، ومنها "التوجه إلى الهيئات والمحافل الدولية، وتشكيل وفد لرفع شكوى باسم الجماهير العربية، حول قمع وعدوانية الحكومة الاسرائيلية تجاه المواطنين العرب، وتوجيه رسائل احتجاج وإدانة وتحميل المسؤولية للحكومة الإسرائيلية، وجميع المسؤولين الرسميين ومطالبتهم بمحاكمة ومعاقبة المجرمين والمسؤولين عنهم".
وأجمعت القوى الوطنية والمؤسسات الحقوقية في الداخل الفلسطيني، على تعمّد الشرطة الإسرائيلية ارتكاب جرائم ضد الجماهير العربية، حتى أصبح الأمر "عادة" لا استثناءً، وأكدت أن "عدم محاكمة رجال الشرطة ستمنح الضوء الأخضر لآخرين، للمضي في عمليات القتل".