ويتمتع رئيس بعثة "المينورسو" الجديد، الذي أعلن عن تعيينه الجمعة، بتجربة كبيرة من خلال مناصب ومهام أممية اضطلع بها سنوات مضت، منها عمله نائباً لرئيس مكتب الأركان في الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، كما اشتغل أيضاً رئيساً للشؤون السياسية لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة في تيمور الشرقية.
ويهم التعيين الجديد لرئيس بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، أساساً، لأنهما يستشرفان التعاطي مع رئيس البعثة بطريقة تخدم مصالحهما في تدبير الملف، خاصة الرباط التي مرت بتجربة سيئة مع بعثة المينورسو في عهد بادلوك.
وسبق للمملكة، أن قررت طرد 84 موظفاً من المكون المدني لبعثة الأمم المتحدة، على خلفية تصريحات الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، عندما وصف الصحراء كونها "أرضاً محتلة"، وهو ما أثار عاصفة من الغضب في الجانب المغربي لم تنته إلا بانتهاء ولاية كي مون وتعيين أمين عام جديد للمنظمة الأممية.
وحول أهمية وتأثيرات تعيين رئيس المينورسو بالصحراء على الملف، أكد رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن مجال التأثير الأممي في إدارة القضية، قبل اجتماع مجلس الأمن السنوي في شهر إبريل/ نيسان، يظل منحصراً بين الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس، ومبعوثه الأممي هورست كولر، ومبرزاً أنه "لن يكون هناك تأثير كبير للرئيس الجديد للمينورسو".
وعزا اسليمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، ضعف تأثير ستيوارت في هذه المرحلة إلى ثلاثة أسباب. الأول أن "الأزمات التي مرت بها علاقات المغرب بالبعثة الأممية جعلت هذه الأخيرة تقتنع أن دورها يقف عند حدود مراقبة درجة الالتزام بوقف إطلاق النار"، مبرزاً أن "الشق العسكري دوره أكبر من المدني، الذي يُمكن القول، إن وظيفته لم يعد لها أي مبرر".
والسبب الثاني، يضيف ذات الخبير، يكمن في أن "البعثة الأممية إلى الصحراء باتت تراقب ما يجري في الشريط العازل بالمنطقة، الذي دخلت إليه جبهة البوليساريو سابقاً، وهددت بمقتضى ذلك الأمن والسلم الإقليميين بالخطر".
والسبب الثالث، يتابع اسليمي، هو أن "البعثة نفسها باتت في خطر نتيجة تجمع الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وتسرب تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يقوده هناك أبو الوليد الصحراوي، إلى داخل المخيمات"، موضحاً أن "التقارير الأممية باتت تحمل تخوفات بشأن الخطر المحيط بالبعثة".
وخلص رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني إلى أن "ملف الصحراء مقبل على تحولات كبرى، نتيجة المقاربة الجديدة للأمين العام ولمبعوثه الأممي، التي تبدو قريبة جداً للمقترح المغربي"، مؤكداً أن "التحولات الدولية الجارية باتت تُنهي تدريجياً البوليساريو".