بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعلى إثر إصدار ترتيبات "الوضع القائم"، في المسجد الأقصى، التي فرضها وزير الأمن الإسرائيلي موشيه ديان، سارع أحد نشطاء حركة "حيروت"، التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن آنذاك قبل نحو عقد من تشكيل حزب "الليكود"، ويدعى غرشون سلمون، مع عدد محدود من النشطاء في "حيروت" ممن كانوا يعتمرون القبعات المنسوجة، إلى تأسيس ما سماه حركة "أمناء جبل الهيكل"، مطالباً باستغلال نصر إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 لإقامة "الهيكل الثالث"، "لتقريب الخلاص ونزول المسيح".
ظلت نشاطات غرشون في السنوات الأولى من احتلال ما تبقى من فلسطين، مقصورة على الصلوات وتنظيم التظاهرات أمام باب المغاربة مطالباً بالدخول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة اليهودية فيه، من دون أن تُلبى طلباته. وكان ذلك بفعل عاملين رئيسيين، أولهما الواقع الذي فرضه موشيه ديان، لرفضه خلط الدين في الدولة في الأراضي المحتلة، خوفاً من تحويل الصراع الإسرائيلي العربي والإسرائيلي الفلسطيني إلى صراع ديني أيضاً من جهة، وبفعل توافق المرجعيات الدينية اليهودية العليا مع موقف منع اليهود من الصلاة في الموقع لأسباب توراتية صرفة تحظّر على اليهود "إعادة بناء الهيكل أو الصلاة في موقعه"، لأن "الهيكل سينزل من السماء مع عودة المسيح المخلص لليهود"، بحسب تفسير الرابي اليهودي راشي، أو أن المسيح نفسه هو من سيقوم على بنائه عند نزوله من السماء.
واستعاضت الحركات اليهودية الدينية المختلفة، عن ذلك بتجديد صلوات "مباركة الكهنة" التي تتم إقامتها في ساحة البراق، إذ يقوم ربانيون من "سلالة اللاويين" بمباركة "بني إسرائيل" في المكان، وهي المباركة التي تمت يوم الإثنين من هذا الأسبوع بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وتتم مرة أخرى بمناسبة عيد العرش أواخر الصيف.
ولما كانت سطوة كبار المرجعيات اليهودية في التيارين الديني الصهيوني، ممثلة بالحاخام تسفي كوك، ومن بعده ولده، وبحاخامات التيار الحريدي غير الصهيوني مثل، الراب شاخ والراف اليشيف وآخرهم الراب السفاردي عوفاديا يوسيف، فقد ظل هذا الحظر الديني سائداً. لكن نقطة التحوّل الرئيسية في الاعتراض على هذه "الفتاوى التوراتية"، حصلت في العام 1997، خلال مؤتمر عام لكبار القيادات والمرجعيات الدينية الصهيونية، وفي مقدمتها الحاخام دوف ليئور، ودانيئيل شيلا والعزار رابينوبيتش، إذ أعلن هؤلاء، عبر تحدي التيار الحريدي غير الصهيوني، عن رفع الحظر عن الصلاة (على جبل الهيكل)، بحسب ما أوضحه البروفيسور آشر كوهين لموقع "معاريف" في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
وقد سبق ذلك قيام الاحتلال بافتتاح نفق الأقصى المسمى "نفق الهيكل" في سبتمبر/أيلول 1996 بحضور رئيس بلدية الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت، وإلى جانبه الثري اليهودي الأسترالي الداعم للاستيطاني إيرفين مسكوفيتش. فيما سارع بنيامين نتنياهو، وهو رئيس الحكومة في ولايته الأولى، إلى عدم تفويت الفرصة، ليعلن خلال زيارته للنفق الذي يبدأ من النقطة الشمالية لحائط البراق، ويمتد لمئات الأمتار تحت الأرض ليخرج من درب الآلام، أن هذا النفق هو "صخرة وجودنا". وكان نتنياهو تعهّد في رسالة وجهها لرئيس حركة "حاي فكيام" التي تنشط لضمان حركات إعادة بناء الهيكل، بتاريخ 7 مارس/آذار 1995 عندما كان رئيساً للمعارضة، بأنه عندما "نعود للحكم" فسوف ننظّم صلاة اليهود في "جبل الهيكل".
اقــرأ أيضاً
عكس هذان الحدثان تحوّلاً مفصلياً في مجمل السياسة الإسرائيلية، المعلنة على الأقل وفي اتجاهها من دون مواربة إلى تعزيز مكانة القيم الدينية والطابع الديني في الصراع مع الفلسطينيين، خصوصاً تحت قيادة نتنياهو. وفي هذا الصدد، يشير الدكتور في جامعة تل أبيب تمار بروسكين، إلى أن الليكود وحركته التاريخية "حيروت"، يحتفظان بمكانة خاصة للأساطير القومية اليهودية، لكن الصهيونية كانت بالنسبة لهم، وقبل كل شيء تتمثل بالاستيطان والأمن على حد تعبيره، معتبراً أن "ازدياد اهتمام أعضاء كثر من الليكود بجبل الهيكل يعكس التغيير الذي طرأ على الخطاب السياسي، الذي يربطون من خلاله بين حقنا على البلاد وبين حقنا في الصلاة في جبل الهيكل".
في المقابل، يرى البروفيسور الإسرائيلي مناحيم كلاين، أن هذا التيار الجارف في كل ما يتعلق بدعوات إعادة بناء "جبل الهيكل" وصلاة اليهود في المسجد الأقصى، بدأ بحسب اعتقاده في العام 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، عندما بدأت الصهيونية الدينية تضع مسألة إعادة بناء الهيكل والصلاة في المسجد الأقصى في صلب فكرها التربوي وتربية الأجيال الناشئة عليه، إذ تحوّل موضوع الهيكل من مسألة هامشية في فكر هذا التيار إلى لب جهاز التعليم الديني والرموز والهويات التي يحملها أبناء هذا التيار. ويتماشى هذا القول عملياً مع حقيقة استغلال التيار الديني القومي أو الديني الصهيوني لسيطرته لعقود طويلة خلال وجوده في مختلف الحكومات الإسرائيلية، حتى العمالية منها، على وزارة التربية والتعليم وتحديد مناهج التدريس. لكن السنوات الأخيرة، عند العودة إلى نقاط التحوّل سواء كانت في العام 1997 أو في العام 2000، تمثّل عملياً تتويجاً للنشاط الدؤوب الذي قام به أنصار جمعية "أمناء جبل الهيكل" في نشر روايتهم وآرائهم على مر السنين في صفوف التيارات اليهودية المختلفة، خصوصاً في صفوف اليمين الإسرائيلي.
بلغت هذه التحركات أوجّها في محاولة غرشون سلمون عام 1990 إحضار أول صخرة بزنة 6 أطنان لتكون حجر الأساس لبناء "الهيكل الثالث"، وتركت هذه المحاولة أثراً بالغاً في صفوف الإسرائيليين لجهة تقبّل فكرة صلاة اليهود في باحات المسجد الأقصى، وخيار إعادة بناء الهيكل، على الرغم من التحريم التوراتي السابق. ففي العام 1984 تأسس في القدس المحتلة، في ما كان سابقاً الحي المغربي وتحوّل إلى جزء من حارة اليهود، الملاصق والمطل على المسجد الأقصى، معهد توراتي تحت مسمى "معهد الهيكل"، الذي ينشر دراسات مختلفة حول أنماط الحياة التي سادت في عهد "الهيكل الثاني"، واللباس المسموح للدخول به إلى الهيكل، وأنواع الزيت التي ستكون صالحة لإنارة الهيكل، مع تعميم نشرات بهذه المضمون وتنظيم زيارات لطلاب المدارس اليهودية للمعهد للمشاركة في طقوس بناء "الهيكل الثالث"، إضافة إلى تنظيم مؤتمر سنوي يُعقد عادة في القدس، حول الإشكاليات والأبعاد الفقهية لبناء الهيكل، وترتيبات المعاملات فيه، وترتيبات الصلوات وما شابه ذلك. وقد أعلن المعهد في العام الماضي، مثلاً أنه تمكن من الوصول إلى صلصال مناسب لصنع القناديل الفخارية التي يوضع فيها زيت إنارة الهيكل، كما أعلن أنه بدأ بإقامة مزارع خاصة لتربية البقرة الحمراء اللازمة لطقوس الهيكل. وكان جهد هذا المعهد ممتداً منذ تأسيسه عام 1984، وبشكل مواز لنشاط حركة "أمناء جبل الهيكل"، بالتنسيق مع أطر حكومية إسرائيلية، إذ إن المعهد المذكور تلقى ويتلقى تمويلاً رسمياً من وزارات الأديان والثقافة والرياضة، العلوم والداخلية، وتصل مجمل مداخيله بحسب بيان له على الإنترنت إلى نحو مليون دولار تقريباً.
هذا المعهد ينشط بالتعاون مع سبع حركات وتنظيمات يهودية دينية، ليست مكوّنة من جمهور المستوطنين كما هو الانطباع العام في وسائل الإعلام، بل من مجمل الإسرائيليين، وهي: حركة "إعادة بناء الهيكل"، معهد "دراسة الهيكل"، "أمناء جبل الهيكل"، حركة "حاي وقيام" (حي وموجود)، جمعية "إلى الجيل"، جمعية "إلى جبل هموريا"، ومركز "جبل الهيكل".
ولكن إلى جانب هذه الحركات، فإن العنصر الأهم في هذا السياق هو تقبّل الإسرائيليين بشكل عام في الأعوام الأخيرة، وتأييدهم لفكرة "إعادة بناء الهيكل"، إذ أظهر استطلاع نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الانترنت، في يوليو/تموز من العام 2009، أن 64 في المائة من اليهود يؤيدون إعادة بناء الهيكل.
هذه النتائج، إضافة لازدياد المطالبين من بين السياسيين من خارج التيار الديني الصهيوني، خصوصاً في صفوف الليكود، أمثال ميريت ريجف ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطيبيلي، ويريف لفين، بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى والتوجّه نحو تقاسم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، دفعت يهودا فيلك، الذي يرأس اليوم حركة "أمناء جبل الهيكل"، إلى الإعراب في مقابلة مع موقع "معاريف" أخيراً، عن اعتقاده بقرب انتصار الفكرة، مستدلاً على ذلك، بالقائمة الطويلة من السياسيين الذين طلبوا منه ترتيب جولات لهم في باحات المسجد الأقصى.
اقــرأ أيضاً
واستعاضت الحركات اليهودية الدينية المختلفة، عن ذلك بتجديد صلوات "مباركة الكهنة" التي تتم إقامتها في ساحة البراق، إذ يقوم ربانيون من "سلالة اللاويين" بمباركة "بني إسرائيل" في المكان، وهي المباركة التي تمت يوم الإثنين من هذا الأسبوع بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وتتم مرة أخرى بمناسبة عيد العرش أواخر الصيف.
ولما كانت سطوة كبار المرجعيات اليهودية في التيارين الديني الصهيوني، ممثلة بالحاخام تسفي كوك، ومن بعده ولده، وبحاخامات التيار الحريدي غير الصهيوني مثل، الراب شاخ والراف اليشيف وآخرهم الراب السفاردي عوفاديا يوسيف، فقد ظل هذا الحظر الديني سائداً. لكن نقطة التحوّل الرئيسية في الاعتراض على هذه "الفتاوى التوراتية"، حصلت في العام 1997، خلال مؤتمر عام لكبار القيادات والمرجعيات الدينية الصهيونية، وفي مقدمتها الحاخام دوف ليئور، ودانيئيل شيلا والعزار رابينوبيتش، إذ أعلن هؤلاء، عبر تحدي التيار الحريدي غير الصهيوني، عن رفع الحظر عن الصلاة (على جبل الهيكل)، بحسب ما أوضحه البروفيسور آشر كوهين لموقع "معاريف" في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
وقد سبق ذلك قيام الاحتلال بافتتاح نفق الأقصى المسمى "نفق الهيكل" في سبتمبر/أيلول 1996 بحضور رئيس بلدية الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت، وإلى جانبه الثري اليهودي الأسترالي الداعم للاستيطاني إيرفين مسكوفيتش. فيما سارع بنيامين نتنياهو، وهو رئيس الحكومة في ولايته الأولى، إلى عدم تفويت الفرصة، ليعلن خلال زيارته للنفق الذي يبدأ من النقطة الشمالية لحائط البراق، ويمتد لمئات الأمتار تحت الأرض ليخرج من درب الآلام، أن هذا النفق هو "صخرة وجودنا". وكان نتنياهو تعهّد في رسالة وجهها لرئيس حركة "حاي فكيام" التي تنشط لضمان حركات إعادة بناء الهيكل، بتاريخ 7 مارس/آذار 1995 عندما كان رئيساً للمعارضة، بأنه عندما "نعود للحكم" فسوف ننظّم صلاة اليهود في "جبل الهيكل".
عكس هذان الحدثان تحوّلاً مفصلياً في مجمل السياسة الإسرائيلية، المعلنة على الأقل وفي اتجاهها من دون مواربة إلى تعزيز مكانة القيم الدينية والطابع الديني في الصراع مع الفلسطينيين، خصوصاً تحت قيادة نتنياهو. وفي هذا الصدد، يشير الدكتور في جامعة تل أبيب تمار بروسكين، إلى أن الليكود وحركته التاريخية "حيروت"، يحتفظان بمكانة خاصة للأساطير القومية اليهودية، لكن الصهيونية كانت بالنسبة لهم، وقبل كل شيء تتمثل بالاستيطان والأمن على حد تعبيره، معتبراً أن "ازدياد اهتمام أعضاء كثر من الليكود بجبل الهيكل يعكس التغيير الذي طرأ على الخطاب السياسي، الذي يربطون من خلاله بين حقنا على البلاد وبين حقنا في الصلاة في جبل الهيكل".
في المقابل، يرى البروفيسور الإسرائيلي مناحيم كلاين، أن هذا التيار الجارف في كل ما يتعلق بدعوات إعادة بناء "جبل الهيكل" وصلاة اليهود في المسجد الأقصى، بدأ بحسب اعتقاده في العام 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، عندما بدأت الصهيونية الدينية تضع مسألة إعادة بناء الهيكل والصلاة في المسجد الأقصى في صلب فكرها التربوي وتربية الأجيال الناشئة عليه، إذ تحوّل موضوع الهيكل من مسألة هامشية في فكر هذا التيار إلى لب جهاز التعليم الديني والرموز والهويات التي يحملها أبناء هذا التيار. ويتماشى هذا القول عملياً مع حقيقة استغلال التيار الديني القومي أو الديني الصهيوني لسيطرته لعقود طويلة خلال وجوده في مختلف الحكومات الإسرائيلية، حتى العمالية منها، على وزارة التربية والتعليم وتحديد مناهج التدريس. لكن السنوات الأخيرة، عند العودة إلى نقاط التحوّل سواء كانت في العام 1997 أو في العام 2000، تمثّل عملياً تتويجاً للنشاط الدؤوب الذي قام به أنصار جمعية "أمناء جبل الهيكل" في نشر روايتهم وآرائهم على مر السنين في صفوف التيارات اليهودية المختلفة، خصوصاً في صفوف اليمين الإسرائيلي.
بلغت هذه التحركات أوجّها في محاولة غرشون سلمون عام 1990 إحضار أول صخرة بزنة 6 أطنان لتكون حجر الأساس لبناء "الهيكل الثالث"، وتركت هذه المحاولة أثراً بالغاً في صفوف الإسرائيليين لجهة تقبّل فكرة صلاة اليهود في باحات المسجد الأقصى، وخيار إعادة بناء الهيكل، على الرغم من التحريم التوراتي السابق. ففي العام 1984 تأسس في القدس المحتلة، في ما كان سابقاً الحي المغربي وتحوّل إلى جزء من حارة اليهود، الملاصق والمطل على المسجد الأقصى، معهد توراتي تحت مسمى "معهد الهيكل"، الذي ينشر دراسات مختلفة حول أنماط الحياة التي سادت في عهد "الهيكل الثاني"، واللباس المسموح للدخول به إلى الهيكل، وأنواع الزيت التي ستكون صالحة لإنارة الهيكل، مع تعميم نشرات بهذه المضمون وتنظيم زيارات لطلاب المدارس اليهودية للمعهد للمشاركة في طقوس بناء "الهيكل الثالث"، إضافة إلى تنظيم مؤتمر سنوي يُعقد عادة في القدس، حول الإشكاليات والأبعاد الفقهية لبناء الهيكل، وترتيبات المعاملات فيه، وترتيبات الصلوات وما شابه ذلك. وقد أعلن المعهد في العام الماضي، مثلاً أنه تمكن من الوصول إلى صلصال مناسب لصنع القناديل الفخارية التي يوضع فيها زيت إنارة الهيكل، كما أعلن أنه بدأ بإقامة مزارع خاصة لتربية البقرة الحمراء اللازمة لطقوس الهيكل. وكان جهد هذا المعهد ممتداً منذ تأسيسه عام 1984، وبشكل مواز لنشاط حركة "أمناء جبل الهيكل"، بالتنسيق مع أطر حكومية إسرائيلية، إذ إن المعهد المذكور تلقى ويتلقى تمويلاً رسمياً من وزارات الأديان والثقافة والرياضة، العلوم والداخلية، وتصل مجمل مداخيله بحسب بيان له على الإنترنت إلى نحو مليون دولار تقريباً.
هذا المعهد ينشط بالتعاون مع سبع حركات وتنظيمات يهودية دينية، ليست مكوّنة من جمهور المستوطنين كما هو الانطباع العام في وسائل الإعلام، بل من مجمل الإسرائيليين، وهي: حركة "إعادة بناء الهيكل"، معهد "دراسة الهيكل"، "أمناء جبل الهيكل"، حركة "حاي وقيام" (حي وموجود)، جمعية "إلى الجيل"، جمعية "إلى جبل هموريا"، ومركز "جبل الهيكل".
ولكن إلى جانب هذه الحركات، فإن العنصر الأهم في هذا السياق هو تقبّل الإسرائيليين بشكل عام في الأعوام الأخيرة، وتأييدهم لفكرة "إعادة بناء الهيكل"، إذ أظهر استطلاع نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الانترنت، في يوليو/تموز من العام 2009، أن 64 في المائة من اليهود يؤيدون إعادة بناء الهيكل.
هذه النتائج، إضافة لازدياد المطالبين من بين السياسيين من خارج التيار الديني الصهيوني، خصوصاً في صفوف الليكود، أمثال ميريت ريجف ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطيبيلي، ويريف لفين، بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى والتوجّه نحو تقاسم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، دفعت يهودا فيلك، الذي يرأس اليوم حركة "أمناء جبل الهيكل"، إلى الإعراب في مقابلة مع موقع "معاريف" أخيراً، عن اعتقاده بقرب انتصار الفكرة، مستدلاً على ذلك، بالقائمة الطويلة من السياسيين الذين طلبوا منه ترتيب جولات لهم في باحات المسجد الأقصى.