ولم يشر الملك في التصريحات التي أوردها بيان صادر عن الديوان الملكي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إلى ماهية الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة الاستفزازات الإسرائيلية، لكن السياسة الأردنية التي دأبت في حوادث مشابهة على استدعاء سفيرها في تل أبيب للتشاور لم يحدث وأن لوحت بإلغاء أو إعادة النظر باتفاقية السلام.
وانتهز ملك الأردن زيارة رئيس الوزراء البريطاني لكي يوصل رسالة مفادها أن الأردن "ينتابه القلق والغضب الكبيرين بسبب التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، خصوصا في المسجد الأقصى".
خصوصا وأن المقدسات في المدينة القديمة تقع تحت الوصاية الأردنية حسب ما تنص اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، ويعززها الاتفاق الموقع بين الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلع أبريل/نيسان 2013 والذي يؤكد على وصاية الملك على الأماكن المقدسة في مدينة القدس.
وأشار الملك إلى عدم احترام إسرائيل للوعود التي تقطعها حول الحفاظ على المدينة المقدسة، بقوله "كنا قد تلقينا تطمينات من إسرائيل بأن هذا لن يحدث، ولكن لسوء الحظ، فإن هذه هي نفس التطمينات التي سمعناها في الماضي".
من جهته كشف كاميرون موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعه به الأسبوع الماضي، على لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس دون شروط مسبقة، مؤكداً على عزم بلاده القيام بكل ما في وسعها لتشجيع تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفيما يخص الأزمة السورية التي كانت الحافز الأساسي لزيارة كاميرون القصيرة التي زار خلالها مخيم الزعتري للاجئين السوريين الواقع في مدينة المفرق (75 كيلومتراً شمال شرق عمّان)، فقد استعرض الملك أمام كاميرون الأعباء التي تحملتها بلاده نتيجة استقبال اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون خمس عدد سكان البلاد، فوفقا للإحصائيات الحكومية يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن أكثر من مليون و 400 آلف لاجئ يعيش 15 بالمائة منهم داخل المخيمات.
الملك وفي معرض شكره للدور الذي لعبته الحكومة البريطانية في دعم الأردن خلال تعامله مع مسألة اللاجئين، ذكر كاميرون بأن "الدور الذي لعبه الأردن قد خفف العبء عن كاهل أوروبا"، داعياً المجتمع الدولي إلى معالجة هذه "الأزمة الإنسانية الرهيبة" وفق تعبير الملك.
بدوره أشار كاميرون إلى احتلال بلاده المركز الثاني كأكبر مساهم للتخفيف من أزمة اللاجئين السوريين بعد الولايات المتحدة، وهو اعتبره المسؤول البريطاني "مبعثا للفخر".
وأضاف رئيس الوزارء البريطاني أن بلده يأمل "من الدول الأخرى فعل المزيد لأنه من المهم جدا أن نساعد بقاء هؤلاء الناس قريبين من بيوتهم، وأن نوفر لهم الملبس والمأكل والمسكن هناك، بحيث لا يضطرون إلى القيام بتلك الرحلة الخطيرة عبر البحار، والتي نجم عنها خسائر مرعبة في الأرواح"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده ستستضيف 20 ألف لاجئ سوري مباشرة من مخيمات اللجوء في الأردن وأماكن أخرى في المنطقة، وتأمين إقامتهم في بلدنا.
اقرأ أيضا: 24 مصاباً في مواجهات الأقصى و"حماس" تدعو لـ"النفير العام"