كواليس ليلة مهاجمة مقر "كتائب حزب الله" ببغداد: العامري أُبلغ والفياض وافق
وما تزال تتحفظ السلطات العراقية على مجموعة حزب الله في مركز اعتقال مؤقت شرقي العاصمة، بحسب ما أكدته مصادر رسمية عراقية قالت إن عملية التحقيق مع المجموعة يتولى الإشراف عليها ضباط من مديرية الاستخبارات العامة وجهاز مكافحة الإرهاب.
وتواجه المجموعة سلسلة اتهامات أبرزها مهاجمة المنطقة الخضراء وقواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات التحالف الدولي، بصواريخ الكاتيوشا تسببت بخسائر بشرية ومادية، وتهديد الأمن والاستقرار، واستغلال الصفة الرسمية (الحشد) في تنفيذ عمليات مسلحة، كما تتهم بإنشاء منصات إطلاق صواريخ وصواريخ كاتيوشا وحيازة أسلحة مزودة بكاتم للصوت منها مسدسات وبنادق قنص تعتبر ممنوعة في العراق بموجب القانون، ويُعتقد أنها كانت تستخدم في عمليات الاغتيال التي طاولت ناشطين في التظاهرات.
مسؤول عراقي بارز قال لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إن عملية الهجوم على مقر كتائب حزب الله جاءت بعد أسبوعين من الاتصالات والوساطات والمناشدات بوقف هجمات الكاتيوشا في بغداد، من قبل المليشيات المرتبطة بإيران، لوجود مخاوف من إقدام واشنطن على رد فعل مفاجئ تجاه تلك الهجمات في حال أوقعت خسائر بصفوف رعاياها في العراق.
وأوضح المسؤول العراقي أن الكاظمي طلب من رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، ومن شخصيات سياسية أخرى محسوبة على الحشد التدخل لوقت تلك الهجمات، لكن كل التعهدات لم تكن سوى تلاعب بالحكومة أو محاولة ابتزاز للحصول على مكاسب، مثل قائمة تعيينات بإحدى الوزارات أو تخصيص سيارات جديدة، أو توقيع سند تملك أرض تابعة لوزارة المالية وما شابه ذلك.
وأشار إلى أن الكاظمي أبلغ عددا من القيادات السياسية بأنه سيتحرك ضد من تؤكد المعلومات تورطه بالهجمات، لافتاً إلى موافقة هادي العامري وفالح الفياض وقيس الخزعلي وقيادات وشخصيات سياسية بالحشد، وأن الجميع انقلبوا على الحكومة بعد تنفيذ الهجوم وباتوا يهاجمون رئيس الوزراء ويتهمونه بتنفيذ أجندة أميركية.
وكشف المسوؤل عن وجود أدلة وتصوير لطائرة مراقبة لأحد المجاميع التي أطلقت الكاتيوشا قبل مدة على معسكر شمالي بغداد يظهر أنهم يستخدمون مقدرات وأدوات الحشد الشعبي كالسيارات وهويات التنقل والأسلحة، متهماً كلاً من مليشيات النجباء وكتائب حزب الله وسيد الشهداء وكتائب الإمام علي والعصائب والخراساني والبدلاء والطفوف وجماعات أخرى مرتبطة بإيران بأنها تشكل تحديا أمام دولة محترمة يخضع كل من فيها للقانون"، وفقا لقوله.
زعيم مليشيا "العصائب"، أحد أبرز المليشيات المرتبطة بإيران، قيس الخزعلي قال، في تصريح، بثته وسائل إعلام محلية عراقية في معرض رفضه اعتقال مجموعة "حزب الله"، إن القصف الصاروخي الذي يستهدف مطار بغداد والمنطقة الخضراء ليس موجهاً ضدّ العراق أو العراقيين، بل ضدّ الأميركيين"، وذلك في اعتراف ضمني بعمليات القصف ووقوف المليشيات المدعومة من إيران وراءها.
وأضاف أنّ "هناك محاولات أجنبية لضرب قوات الحشد الشعبي"، لافتاً إلى أنه ليس هناك معسكر عراقي خالص تم استهدافه وإنما يتم استهداف مقرات للقوات الأميركية والسفارة الأميركية، وفقا لزعمه"، واصفاً عملية اعتقال عناصر حزب الله بأنها "فوضى عارمة"، و"حدث خطير".
وفيما حذر القيادي عن تحالف الفتح"، الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي"، حسن سالم، رئيس الحكومة بأن من يعتدي على "الحشد"، سيكون مصيره مصير "داعش"، وفقا لزعمه
وقال سالم، في تغريدة له على موقع "تويتر"، إن "الحشد الشعبي سور الوطن ومن يعتدِ عليه مسيكون مصيره كداعش سواء كان الاحتلال الامريكي او ذيوله".
Twitter Post
|
وفيما اتهم النائب عن كتلة "الصادقون"، الجناح السياسي، لمليشيا "العصائب"، ثامر ذيبان، اليوم السبت، واشنطن ومن سماهم بعض مستشاري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالتحريض على "الحشد الشعبي"، كاشفاً، في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية عراقية، عن جمع تواقيع نيابية لاستدعاء الكاظمي بخصوص الأزمة الاقتصادية واعتقال مجموعة حزب الله.
وفي السياق، قالت صحيفة "العالم الجديد"، إحدى الصحف المحلية البارزة في العراق، اليوم السبت، إنّ الرئيس العراقي برهم صالح نقل مقرّ إقامته قبل أيام من قصر السندباد المطل على نهر دجلة والمقابل لمنطقة الدورة، حيث مقرّ مليشيا "كتائب حزب الله"، إلى قصر "الأيام"، القريب من قصر الزقورة داخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول قوله إن انتقال صالح الجديد يتضمن عمله وسكنه، فيما بقيت مكاتب ديوان الرئاسة في المقر السابق، مبينة أن انتقال الرئيس العراقي يثير الكثير من الأسئلة بشأن العملية التي نفذت ضدّ مقرّ مليشيا حزب الله، ومعبرة أن ذلك قد يكون تحسباً لردّ فعل عنيف قد تُقدم عليه كتائب حزب الله بعد مهاجمة مقرّها الرئيس، أو أي استهداف آخر لها.