في وقت تتواصل فيه المعارك بشدّة بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في أغلب محاور معركة الموصل، حذّر نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، من مغبة تجاوز مليشيات "الحشد الشعبي" خطوطها الحمراء، واقتحامها بلدة تلعفر.
وقال مصدر مقرّب من مكتب العبادي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "بايدن هاتف، مساء أمس الاثنين، العبادي، وبحث معه مجريات معركة الموصل وخططها، واستمرار التنسيق بين القطعات المقاتلة والتحالف الدولي"، كاشفاً عن أنّ "بايدن أكّد للعبادي استمرار بلاده في تقديم الدعم للعراق، في إطار حربه ضدّ داعش".
وحذّر نائب الرئيس الأميركي، العبادي، من "خطورة مخالفة القطعات المشاركة في المعركة للأوامر العسكرية، والخروج عن سيطرة القيادة"، مشدّداً على "ضرورة عدم السماح لمليشيا الحشد بالخروج عن سيطرة العبادي واقتحامها بلدة تلعفر، لما لذلك من خطورة على مجريات المعارك وتنظيمها، الأمر الذي يتطلّب إجراءات حازمة من العبادي لتلافي الموقف".
ميدانياً، أكد ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مليشيا الحشد تواصل تحشيد قواتها قرب بلدة تلعفر، وسط مخاوف من تجاوزها القيادة وشنّ هجوم على البلدة".
وأضاف الضابط أنّ "أغلب المحاور من معركة الموصل تشهد قتالاً محتدماً"، موضحاً أنّ "قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تواصل عمليات تطهير المناطق التي سيطرت عليها في المحور الشرقي، وهي تواجه مقاومة عنيفة من قبل داعش، وتخوض اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم، الأمر الذي يبطئ من تقدّمها".
وفي المحور الجنوبي الشرقي، بحسب الضابط، تواصل قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تقدّمها في أحياء الانتصار والمفتي، وتسعى للسيطرة عليها بشكل كامل وتطهيرها، موضحاً أنّ "اشتباكات عنيفة وهجمات مستمرّة يخوضها التنظيم في هذا المحور، لتأخير تقدّم القطعات".
وفي المحور الجنوبي من الموصل، تواصل قطعات الشرطة الاتحادية عمليات تطهير ما تبقى من قرى المحور، وتحشيد قطعاتها شماله، في إطار استعداداتها لعملية اقتحام المدينة.
في المقابل، لم يسجّل المحور الشمالي أي تقدّم لقطعات الفرقة 16 من الجيش العراقي، والتي تواصل، منذ أكثر من أسبوع، عمليات تطهير مناطق المحور، وتخوض مناوشات مع التنظيم.