جددت قوات النظام السوري والقوات الروسية التصعيد العسكري على محيط مدينة إدلب بالقصف الجوي والمدفعي، الذي شمل أكثر من 13 قرية ومدينة وبلدة في أرياف إدلب واللاذقية وحماة شمالي غرب سورية، وأسفر القصف حسبما أفادت مصادر محلية عن مقتل وجرح مدنيين. وكانت قوات النظام وروسيا قد عاودت التصعيد على محيط إدلب في 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وذلك بالتزامن مع إطلاق تركيا لعملية عسكرية ضد مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية المصنفة لدى أنقرة ضمن التنظيمات الإرهابية. وعندما توصلت أنقرة إلى اتفاق مع واشنطن لوقف إطلاق النار ابتداءً من صباح الجمعة الماضي لخمسة أيام، ارتفعت وتيرة التصعيد الروسي على محيط إدلب، وأسفر القصف عن وقوع قتلى وجرحى في منطقة تفتناز بريف إدلب ومنطقة أورم الكبرى بريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب. ويبدو بحسب مصادر من "الجيش الوطني السوري" أن روسيا غير راضية عن الاتفاق الأميركي التركي، لذلك بدأت بتحريك أوراق بهدف الضغط على تركيا لتحقيق مكاسب في شرق الفرات أو في إدلب على حد سواء.
وقال القيادي في "الجيش الوطني السوري" القائم بالعملية العسكرية ضد "قسد"، مصطفى سيجري، إن "موسكو غير راضية عن الاتفاق الذي حدث بين أنقرة وواشنطن، كما كانت في البداية غير راضية عن العملية العسكرية ضد قسد، ويأتي عدم الرضى ذلك بهدف الضغط على تركيا من أجل تحقيق مكاسب. وأضاف القيادي في حديث لـ"العربي الجديد" أن روسيا سعت إلى عقد اتفاقات بين "قسد" والنظام، وتحاول إدخال النظام إلى مناطق الأكراد، ولديها أوراق "المليشيات الإرهابية" في تل رفعت، وورقة محاربة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في إدلب. ولم يستبعد القيادي لجوء روسيا إلى شن عملية عسكرية في إدلب والتصعيد هناك بهدف تحقيق مكاسب بالضغط على تركيا.
في السياق، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تنوي أن تبحث مع روسيا دخول قوات النظام إلى عدد من المدن والبلدات شمالي شرق سورية بعد انسحاب مقاتلي "قسد" منها. وكانت أنقرة وواشنطن أعلنتا يوم الخميس الماضي، عن التوصل إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار بهدف السماح لمليشيا "قسد" بالانسحاب مع أسلحتها من المنطقة الآمنة، وذلك إلى عمق 32 كيلومتراً داخل الأراضي السورية. وبحسب تصريحات الرئيس التركي فإن الاتفاق هو تعليقٌ للعملية العسكرية ضد المليشيا لا وقفٌ لها. وحذّر أردوغان، من أن أنقرة ستستأنف عمليتها العسكرية الأسبوع المقبل في سورية، في حال لم ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة آمنة" تسعى تركيا لإقامتها بمحاذاة حدودها.
ميدانياً، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة يوم السبت بلدات وقرى حزارين وتل النار وكفرنبل ومعرة حرمة وكفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي. كما قصفت مناطق في بلدة خربة الناقوس بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي وبلدة كفرداعل في ريف حلب الغربي.
كما طاول القصف أيضاً بلدة معرزيتا وقريتي العامرية وموقا في ريف إدلب الجنوبي، وتزامن ذلك مع قصف من الطيران الحربي الروسي على بلدة حزارين وقرية تل النار. فيما قصف الطيران الحربي الروسي مناطق في تلة الكبينة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وأسفر القصف بحسب المصادر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين والمرافق العامة. وأضافت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الطيران الحربي الروسي قصف بصواريخ شديدة الانفجار محيط بلدة تفتناز ومطار تفتناز العسكري بريف إدلب الشمالي الشرقي، ومحطّة زيزون الحرارية في سهل الغاب بريف حماة الغربي. وذكرت المصادر أن عدد الغارات على تفتناز ومحطّة زيزون الحرارية تجاوز الـ20 غارة، نتجت عنه انفجارات ضخمة وأضرار مادية في زيزون، فيما أصابت إحدى الغارات مخيماً للنازحين بالقرب من تفتناز وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من النازحين المدنيين.