وردد المشاركون في التظاهرات التي انضمت إليها أعداد كبيرة من الطلاب هتافات منددة بأحزاب السلطة وجماعة "القبعات الزرق"، التي ساهمت في قمع المتظاهرين، وتوجهت الاحتجاجات إلى محيط مبنى المطعم التركي المطل على ساحة التحرير، وردد المشاركون هتافات منددة بأنصار الصدر المتمركزين في بناية المطعم، وطالبوهم بالمغادرة بعد أن ألحقوا الأذى بالمتظاهرين.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مليشيا "سرايا السلام" صفاء التميمي: "ما زلنا موجودين في ساحات التظاهر كمتظاهرين"، موضحاً، في تصريح صحافي، أن "عناصر "السرايا" لن تسمح للمتظاهرين بمنع الطلبة وموظفي الدولة من الدوام".
وأشار التميمي إلى إصدار توجيهات إلى عناصر "القبعات الزرق" بعدم حمل أي سلاح، موضحاً أن الحديث عن سقوط ضحايا في بابل أثناء المواجهات بين المتظاهرين وأنصار الصدر "غير صحيح"، إلا أن ناشطين في ساحة التحرير قالوا لـ"العربي الجديد" إن "عناصر "القبعات الزرق" كانوا يحملون سكاكين وهروات وعصياً غليظة استخدمت لقمع المتظاهرين، مؤكدين أن "الاعتداءات شملت طلبة جامعات ومدارس ونساء، ولم تستثن أحدا".
وأفاد النشطاء باختفاء الناشط غسان عادل في أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين وأتباع الصدر في ساحة التحرير، ملوحين بتصعيد مظاهر الاحتجاج إذا لم يتم إطلاق سراحه.
رفض علاوي ورسائل للنجف
وبدأ متظاهرون في بغداد ومدن جنوبية بالتحشيد لتظاهرة مليونية لرفض تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدين أن المليونية ستنطلق في جميع المحافظات المنتفضة يوم الخميس المقبل بهدف إيصال صوت المتظاهرين الرافض ترشيح علاوي إلى المرجع الديني علي السيستاني قبل خطبة الجمعة المقبلة، التي عادة ما تتناول رأي المرجعية الدينية في النجف من الحراك الشعبي.
وشهدت مدينة الكوت في محافظة واسط تظاهرات جابت شوارع المدينة لرفض تكليف علاوي، كما أعلن المتظاهرون عن تضامنهم مع المحتجين الذين يتعرضون للقمع من قبل "فريق القبعات الزرق" في بغداد والنجف وذي قار.
وانضمت أعداد كبيرة من الطلبة وأبناء العشائر إلى المتظاهرين في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، وجدد متظاهرو الساحة مطالبتهم علاوي بسحب ترشيحه لرئاسة الوزراء، كما رفضوا وسائل القمع التي يقوم بها أصحاب "القبعات الزرق" ضد المتظاهرين، كما تواصلت الاحتجاجات في مدن الرفاعي والشطرة وسوق الشيوخ في ذي قار لرفض ترشيح علاوي.
وفي النجف، ردّد المتظاهرون الذين جابوا شوارع المدينة هتافات رافضة لمحاولات أحزاب السلطة فرض مرشحها لرئاسة الوزراء، مؤكدين أن الوسائل القمعية لا يمكن أن تمنعهم من مواصلة التظاهر، ووجهوا دعوات إلى المرجعية الدينية والأمم المتحدة للتدخل من أجل وقف الاعتداءات المتكررة ضد المتظاهرين.