يبحث اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن مكان له في المشهد السياسي والعسكري القادم بليبيا بعد فقدانه جزءا كبيرا من الدعم الخارجي والداخلي، بعدما تقدم من خلال ممثله بالمجلس الرئاسي، علي القطراني، بمقترح يقضي بتكوين مجلس يتولى مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويضم المجلس رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، ورئيس البرلمان، عقيلة صالح، بالإضافة لحفتر ولنائبين آخرين من المجلس الرئاسي، بحسب ما قال مصدر مقرب من قيادة قوات حفتر.
وأوضح المصدر لـ"العربي الجديد" أن مقترح حفتر طالب بتجميد حقيبة وزارة الدفاع وإحالة صلاحياتها إلى هذا المجلس.
وبحسب المصدر فإن حفتر منزعج من تراجع الدور المصري، الداعم له خلال السنين الماضية، خصوصا وأن وزير الخارجية المصري سامح شكري رفض الأسبوع الماضي مقابلة مسؤولين عسكريين مقربين من حفتر، ومطالبته بأن يكون اتصال قيادة حفتر بالجانب المصري من خلال البرلمان فقط.
وأضاف المصدر أن المقترح قدمه القطراني أول أمس خلال لقاء دعا إليه مسؤول الملف الأمني بالبعثة الأممية لدى ليبيا، الجنرال الإيطالي باولو سيرا، مجموعة من الضباط والعسكريين الممثلين للفصائل الليبية بالعاصمة التونسية، وحضره المبعوث الأميركي الخاص جوناتان وينر وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية.
وكشف المصدر أن المقترح لم يلق قبولاً واسعاً من قبل المجتمعين؛ مما حدا بالقطراني للتعبير عن غضبه بالانسحاب من الاجتماع.
وقال المصدر إن عدد داعمي حفتر داخل ليبيا في تراجع؛ فالممثل لفصائل مدينة الزنتان عبر بشكل صريح خلال الاجتماع عن رفضه لتصنيف كل فصائل الزنتان ضمن قوات حفتر. كما أن ممثلين عن الجنوب الليبي عبروا عن رغبتهم في أن تشكل قيادة عسكرية للجيش تحت إشراف المجلس الرئاسي، واستبعاد الأسماء العسكرية التي تسببت في الحرب خلال السنين الماضية في إشارة لحفتر.
وذكر المصدر أن عددا من الفصائل القبلية المسلحة في شرق ليبيا وفي بنغازي تحديدا جمدت تعاملها مع قيادة حفتر خلال الآونة الأخيرة، مما دفع بالأخير إلى الاعتماد على سلاح الجو وفصيلين فقط من القوات المقاتلة في بنغازي، مدللا على قوله بتراجع القتال على الأرض.
وقال "موقف حفتر بدا محرجاً في الأسابيع القليلة الماضية؛ فعدد من الزعامات القبلية سيما قبيلة العبيدات، أقوى قبائل الشرق والتي ينحدر منها عقيلة صالح رئيس البرلمان، قبلت بالصلح مع قادة مصراتة"، مشيرا إلى أن حفتر قبل بعرض أميركي - إيطالي بعضوية مجلس عسكري يقوده السراج لإنقاذ وضعه المتهاوي.
وأضاف "لقد طالب حفتر أكثر من مرة قادة المليشيات التابعة له حسم بنغازي عسكرياً، لكن أوامره أصبحت غير مسموع لها، وحتى يوم أمس دعا لاجتماع لقادة القواطع والوحدات العسكرية، لكن الاستجابة كانت ضئيلة جدا"، مؤكدا أن حفتر فقد الكثير من هيبته العسكرية.
وعكست تصريحات ساسة ليبيين يوم أمس رفض تواجد حفتر بالمجلس؛ فقد عبر نائب المجلس الرئاسي، موسى الكوني، عن رفضه لأي محاولة لعسكرة الاتّفاق السّياسي ومساعي تعيين حكام عسكريين لبعض المناطق.
من جانبه قال رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، إن ما يروج له حول تشكيل قيادة عليا للجيش من بعض الشخصيات أمر بعيد عن الواقع، ويتعارض مع بنود الاتفاق السياسي.
وأوضح على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن الاتفاق السياسي نص على أن قيادة الجيش تكون من مهام المجلس الرئاسي بأعضائه التسعة، مشيرا إلى أن مسعى آخر يصادم بنود الاتفاق السياسي.