يطرح إطلاق حركة جديدة في لبنان تحت اسم "حماة الديار"، وهو نفس عنوان النشيد الوطني السوري، العديد من التساؤلات حول أهدافها وظروف نشأتها، كما يثير المخاوف من أن تتحوّل هذه الحركة "المدنية" إلى مليشيا تُشبه "الحشد الشعبي" العراقي.
لكن النسخة اللبنانية من "حماة الديار"، تُعرّف عن نفسها كـ"حركة مدنية تدعم الجيش والقوى الأمنيّة ضد السرقة والفساد والمخدرات" كما يقول رئيسها رالف الشمالي. يُحدّد الشمالي أحد أدوار حركته، في اتصال مع "العربي الجديد"، بـ"الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية في ظلّ وجود الإرهاب على حدودنا". لدى سؤاله عمن يقصد بالإرهابي، يرد قائلاً "هو كلّ شخص، غريب أو من أبناء البلد يعتدي على المؤسسة العسكريّة والأمنية".
بحسب الشمالي، حركة "حماة الديار" اللبنانيّة ليست مليشيا وليست أمناً ذاتياً. هي حركة مدنية داعمة للجيش، يقول. يجول أعضاؤها على المدارس والجامعات لتقريب الطلاب إلى المؤسسة العسكرية. "ونحن نجري تدريبات على اللياقة البدنية في الثكنات، بعد طلب إذن قيادة الجيش، ويُشارك معنا طلاب"، يضيف الشمالي، قبل أن يؤكد أنها تدريبات بدنية وليست عسكرية.
وعن السبب وراء ذلك، يتابع "نريد أن نكون جاهزين للدفاع عن أنفسنا إذا وصل الإرهاب إلى بلدنا. لن نتفرج على الإرهاب يدخل البلد ويغتصب نساءنا".
يُفترض بحركة كهذه أن تكون على ثقة بقدرة الجيش على حماية البلد من الإرهاب. هي تسوّق لقدرات الجيش. يردّ الشمالي على هذا الافتراض بالقول إن "هناك مليوني سوري في البلد، نصفهم دخلوا بطريقة غير شرعية، وهناك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. أليسوا إرهاباً؟" جوابه هذا، ترجمة فعليّة لخطاب عدد من القوى السياسيّة اللبنانيّة، الذي يرتكز على خلق "فزاعة" اسمها اللاجئون.
يبدو الشمالي واثقاً بخطابه، ويُعلن أن حركته قدّمت طعاماً وضمادات وثياباً داخليّة وعصيراً للجيش خلال معركة عرسال (2014) بقيمة خمسين مليون ليرة (نحو 33 ألف دولار أميركي)، ويُؤكد أن حركته لم تسأل عن الانتماء المذهبي للعسكري.
تسعى حركة "حماة الديار" لملء فراغ سياسي في البلد، ومن يقف خلفها، يعتقد أن حركات كهذه قد تصلح في بلد كلبنان. لا ينتبه هؤلاء، والشمالي يبدو مجرد واجهة، إلى أنها تبدو نسخاً مشوهة عما جرى في مصر أو العراق. والمؤكّد أنه لا يُمكن أن تصل إلى مستوى "حماة الديار" الأصليين، الذين لم يكن يعرف الشمالي، على الأرجح، عند تأسيس حركته أن هذا لقب الجيش السوري.