وأعاد صوت الانفجارات إلى مخيلة أهالي القطاع ملامح الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أصوات الانفجارات المرتفعة والمتواصلة، إلى جانب صور الدمار الواسع الذي خلفته صواريخها.
وسببت الأصوات المرتفعة التي هزّت شوارع ومناطق القطاع حالة من الذعر والخوف في نفوس المواطنين والأطفال والنساء، في ظل قلق متزايد من تدهور الأوضاع، ووصولها إلى لحظة الانفجار، وعودة الاستهدافات الإسرائيلية لمنازل المواطنين، والمناطق المأهولة.
ولم تهدأ حالة القلق مع دخول ساعات الصباح، وخروج الأطفال إلى مدارسهم، إذ واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية استهداف الأراضي الزراعية المفتوحة، ومواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، ما تسبب بمزيد من حالات الهلع والخوف لدى الأطفال والأهالي.
حالة الإرباك الواضحة التي سببها القصف الإسرائيلي والقلق من تدهور الأوضاع تسببا كذلك بتخريب اليوم الدراسي، إذ تغيب الأطفال عن مقاعدهم الدراسية، فيما ذهب بعض آخر ليجد الفصول خاوية، علاوة على إعلان بعض المدارس تعليق الدوام الدراسي، حرصاً على سلامة الطلاب.
وبدت شوارع قطاع غزة، التي تتحضر لتشييع خمسة شهداء سقطوا خلال فعاليات الجمعة 31 لمسيرات كسر الحصار، خاوية وحذرة، وسط تحليق متواصل وكثيف لطائرات الاستطلاع، والطائرات الحربية الإسرائيلية.
وأوصدت بعض المحال التجارية أبوابها في وجه الزبائن، نتيجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في القطاع، إثر مواصلة القصف الإسرائيلي، بينما جلس الأهالي على مفترقات الطرق ومداخل البيوت، يستمعون إلى نشرات الأخبار، لمواكبة آخر المستجدات، وقد ظهر القلق واضحاً على ملامحهم.
ولم تسلم مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "فيسبوك" و"تويتر"، من خوف وقلق الفلسطينيين، إذ بادروا إلى نشر صور الاستهداف الإسرائيلي لمواقع القصف، والأخبار المتعلقة بالقطاع، إذ غلبت عليها الأخبار السلبية، وأخبار القلق من القادم، بينما اتجه بعض آخر إلى نشر التحليلات السياسية التي تحاول تفسير تفاصيل ما يجري.
ويراقب المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بحذر الأخبار المتداولة عن الاجتماعات الإسرائيلية لتقييم الأوضاع في غزة، والتي يشارك فيها وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس الأركان وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي ومسؤولي المؤسسة العسكرية، وما يقابلها من تهديدات لفصائل المقاومة الفلسطينية، من رد فوري، في حال تفكير قوات الاحتلال بمواصلة التصعيد، وجر القطاع إلى حرب.
وفي وقت لاحق، توصلت المقاومة الفلسطينية وإسرائيل عبر الوسيط المصري إلى تفاهمات بتثبيت وقف إطلاق النار، وأعلنت المقاومة من جانبها التزامها ما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي.