ترامب يواصل الهجوم خلال زيارته لبريطانيا: الهجرة في أوروبا "عار"

13 يوليو 2018
9D88FCF6-1261-4D16-92D4-D0EDF802F2F0
+ الخط -
في أول أيام زيارته إلى المملكة المتحدة، والتي تترافق مع احتجاجات، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هجومه على أوروبا، معتبراً أنّ السماح بوجود الهجرة في القارة "عار"، منتقداً كذلك مضيفته رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، رغم إشادتها بالعلاقة مع واشنطن.

وقال ترامب، في مقابلة مع صحيفة "ذا صن" البريطانية، اليوم الجمعة، إنّ "السماح بوجود الهجرة في أوروبا عار. أعتقد أنّها غيّرت نسيج أوروبا، وما لم تتصرفوا بسرعة، فلن يكون الأمر كما كان، ولا أقصد ذلك بطريقة إيجابية".

وأضاف ترامب، في المقابلة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية، أنّ "السماح لملايين وملايين الأشخاص بالقدوم إلى أوروبا أمر محزن للغاية. أعتقد أنكم تفقدون ثقافتكم"، وتابع "كل هذه الهجرة غيرت بالفعل نسيج أوروبا. أتحدث كغريب (عن القارة) عندما أقول ذلك، لكنني أتحدث كشخص يحب أوروبا".


وأشار إلى أنّ والده كان من أصل ألماني وكانت والدته من إسكتلندا. كما انتقد ترامب أيضاً عمدة لندن صادق خان، المنتقد للرئيس الأميركي.

وقال: "لديكم عمدة قام بعمل رهيب… انظروا إلى الإرهاب الذي يحدث"، وأردف قائلاً: "أعتقد أنّه قام بعمل سيئ للغاية بشأن الإرهاب، أعتقد أنه قام بعمل سيئ بشأن الجريمة".

واتهم ترامب خان بأنهّ "غير مضياف" له، كما انتقد الاحتجاجات ضده في العاصمة البريطانية.

وقال: "لا يوجد سبب بالنسبة لي للذهاب إلى لندن. اعتدت على حب لندن كمدينة… أعتقد أنّ عمدة (لندن) قام بعمل رهيب. لكن عندما يجعلونك تشعر بأنك غير مرحب بك لماذا أظل هناك".



"الطفل ترامب"

ويحاول ترامب جهده، تجنّب التظاهرات الواسعة المقررة احتجاجاً على زيارته التي ستشمل تناول الشاي مع الملكة اليزابيث الثانية، وعطلة نهاية أسبوع خاصة في إسكتلندا.

وقال نحو 77% من البريطانيين، إنّ رأيهم في ترامب ليس إيجابياً، بحسب استطلاع أجرته "يوغوف" على 1648 شخصاً. وجاء في الاستطلاع الذي جرى، هذا الأسبوع، أنّ 63% من البريطانيين يعتبرون ترامب عنصرياً، وقال 74% إنّه معاد للمرأة.

وفي مقابل تصريحات ترامب، دافع رئيس بلدية لندن صادق خان، أمس الخميس، عن قراره الموافقة على رفع منطاد ضخم أُطلق عليه اسم "الطفل ترامب"، وقال إنّ الاحتجاجات ليست ضد الأميركيين لكنّها انعكاس لحرية التعبير. وكتب في صحيفة "إيفننغ نيوز" "الآن أكثر من أي وقت مضى علينا مسؤولية أن ندافع عن قيمنا، ونضمن أن يتم سماع صوتنا في أنحاء العالم".


وستخرج تظاهرات محدودة، خلال جميع محطات زيارة ترامب، أبرزها تظاهرة كبيرة أُطلق عليها "معاً ضد ترامب" تنظمها مجموعات يسارية في لندن، اليوم الجمعة.

وقالت المجموعات "سننظم تظاهرة وطنية ضخمة ضد سياساته القائمة على التحيز ضد المرأة والعنصرية والحرب والكراهية وإنكار التغير المناخي".

منطاد "الطفل ترامب" سيُرفع بالاحتجاجات (إيزابيل إنفانتيس/فرانس برس) 


وفور وصوله، تظاهر المئات أمام مقر السفير الأميركي في ريجنتس بارك، حيث أمضى ترامب ليلته الأولى في بريطانيا مع زوجته ميلانيا، تعبيراً عن رفضهم الزيارة، وهتفوا: "دونالد ترامب ليس مرحباً به"، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".

وهتف المتظاهرون مخاطبين ترامب: "كم طفلاً سجنت اليوم؟"، في إشارة إلى الأطفال المحتجزين لدى السلطات الأميركية لدخول ذويهم الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وأطلق المتظاهرون هتافات استهجان بأعلى أصواتهم حين نقلت مروحية ترامب إلى قصر بلينهايم بمقاطعة أوكسفوردشاير، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.

تظاهر المئات أمام مقر الرئيس الأميركي (تولغا آكمن/فرانس برس) 


وفي رفض للتظاهرات الحاشدة التي ينوي معارضوه تنظيمها أيضاً، اليوم الجمعة، وتشمل رفع المنطاد "الطفل ترامب"، قال الرئيس الأميركي، في وقت سابق، في بروكسل "إنّهم يحبونّني كثيراً في بريطانيا. أعتقد أنّهم يتفقون معي حول الهجرة".

وأضاف، في مؤتمر صحافي قبل التوجّه إلى مطار ستانستيد شمال لندن، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، "أعتقد أنّ هذا هو سبب بريكست". وتابع "الناس صوتوا لصالح قطع العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. لذلك أتصور أنّ هذا ما سيفعلونه، ولكن ربما يأخذون طريقاً مختلفاً قليلاً. لا أعلم إن كان ذلك هو ما صوتوا من أجله".

وقال "أود أن أراهم وقد سووا الأمر حتى ينتهي هذا الأمر بسرعة".

استقبل المتظاهرون مروحية ترامب بهتافات الاستهجان (كريس راتكليف/getty) 


وفي تجاهل لكل الأعراف الدبلوماسية، استهل ترامب زيارته التي تستمر أربعة أيام، بانتقاد مضيفته رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه معركة تتمثل في منع حكومتها من الانهيار بسبب "بريكست".

وشكّك الرئيس الأميركي في ما إذا كانت ماي ستحقق رغبة الناخبين البريطانيين الذين طالبوا بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

انتقد المتظاهرون سياسة ترامب بفصل المهاجرين (مات كاردي/getty) 


أما ماي، ورداً على سؤال حول تصريحات ترامب، فقالت "ما نفعله هو تنفيذ تصويت الشعب البريطاني.. وهذا ما يفعله اقتراحنا".

ورغم تصريحات ترامب، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية، ليل الخميس، بقوة الرابط العابر للمحيط الأطلسي، ورأت فيه فرصة "غير مسبوقة" لإبرام اتفاق تجارة حرة مع واشنطن، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وخلال ترحيبها بترامب وزوجته ميلانيا، في حفل عشاء في بلينهايم قرب أوكسفورد، قالت ماي إنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ليستا "أقرب الحلفاء" فحسب "بل أعز الأصدقاء أيضاً".

وأضافت "اليوم بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي، لدينا فرصة غير مسبوقة لفعل المزيد"، متحدثة عن "علاقة خاصة جداً" مع الولايات المتحدة. وتابعت "هذه هي الفرصة لإبرام اتفاق تجارة حرة يخلق الوظائف والنمو هنا في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة".

ورغم سلسلة خلافات دبلوماسية بين ترامب وبريطانيا، قالت ماي، قبيل الزيارة، "عندما نخرج من الاتحاد الأوروبي سنبدأ بوضع مسار جديد لبريطانيا في العالم، وتحالفاتنا العالمية ستكون أقوى من قبلها". وأردفت "لا يوجد تحالف أقوى من علاقتنا الخاصة مع الولايات المتحدة ولن يكون هناك تحالف أكثر أهمية في السنوات المقبلة".

رغم انتقاداته رحبت ماي بترامب وميلانيا (فرانس برس) 


إلا أنّ بطل "بريكست" نايجل فاراج، توقّع أنّ "صداماً حقيقياً" سيحدث بسبب "بريكست".

وقال الزعيم السابق لحزب "الاستقلال" البريطاني (يوكيب) المناهض للوحدة الأوروبية، في تجمع مؤيد لترامب في البرلمان، "كان بودّي القول إنّ هذه ستكون زيارة ناجحة جداً، لكنني أعتقد أنّها ستكون صعبة للغاية".


زيارة ليست سهلة

وتوجّه ترامب إلى بريطانيا بعد قمة صعبة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، ضغط فيها على الحلفاء لمضاعفة إنفاقهم على الدفاع. ومن المقرر أن يغادر بريطانيا، الأحد، لإجراء محادثات في هلسنكي، في اليوم التالي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهم ماي حكومته بشن هجوم بغاز سام في مدينة سالزبري. ونفت روسيا هذه التهمة بشدة.

وقال ترامب، قبل مغادرته واشنطن، إنّ "بريطانيا تعاني من اضطرابات من نوع ما"، معتبراً أنّ التعامل مع بوتين، يمكن أن يكون "أسهل جزء" في جولته الأوروبية. ومن بين تلك الاضطرابات استقالة وزيري الخارجية و"بريكست" في الحكومة البريطانية، بسبب خطتها الاحتفاظ بعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بعد مغادرته في مارس/آذار.

وتسببت حدة نبرة ترامب وأجندته "أميركا أولاً" باستياء كبير على الصعيدين السياسي والاجتماعي في بريطانيا. وستسعى ماي إلى وضع التوترات الدبلوماسية جانباً.

حفل العشاء في بلينهايم قرب أوكسفورد (فرانس برس) 


واليوم الجمعة، تزور ماي وترامب موقعاً دفاعياً، ثم يتوجهان إلى مقر رئيسة الحكومة في مقاطعة تشيكرز لإجراء محادثات، يليها مؤتمر صحافي.

وسيناقشان العلاقات مع روسيا و"بريكست" والروابط التجارية، بحسب ما أعلن المسؤولون في داونينغ ستريت، بعد فرض ترامب مؤخراً رسوماً جمركية على الصلب والألمنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي.

ويتوجّه ترامب، في وقت لاحق الجمعة، إلى قصر ويندسور للقاء الملكة إليزابيث الثانية. ثم يقصد إسكتلندا حيث يمضي مع زوجته ميلانيا عطلة نهاية الأسبوع. ووالدته الراحلة هي من إسكتلندا حيث يملك ملعبي غولف فاخرين.

ولن تكون رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورغن، وهي من أشد منتقديه، في استقباله لدى وصوله. وسينوب عنها الوزير في الحكومة البريطانية لشؤون إسكتلندا ديفيد موندل.

ذات صلة

الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
ترامب يلتقي زيلينسكي في نيويورك / 27 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تبدو أوروبا اليوم متعايشة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها تنظر للأمر من باب أنه "سيتعين" على القارة العجوز "أن تكون حقاً بمفردها".
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
بانون وترامب في البيت الأبيض، 31 يناير 2017 (تشيب سوموديفيا/Getty)

سياسة

يستعين المرشح الجمهوري للرئاسيات الأميركية دونالد ترامب بفريق من المساعدين، من شديدي الولاء له، فضلاً عن اعتماده على آخرين رغم خروجهم من الدائرة الضيقة.
المساهمون