بعد أيام على دخول معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شهرها الثاني، تشهد رقعة الاشتباكات بين التنظيم والقوات العراقية، اتساعاً واضحاً، وارتفاعاً في عدد قتلى الجانبين، فضلاً عن تزايد وتيرة القصف الأميركي على المدينة، وسط تفاقم معاناة المدنيين.
وتتواصل المعارك في الأحياء الشرقية للموصل، اليوم الأربعاء، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.
وأفاد مصدر في جهاز مكافحة الإرهاب، لـ"العربي الجديد"، بأنّ عدداً من الرجال خرجوا إلى الشوارع بسبب الجوع الذي أصاب أطفالهم، بعدما قضوا أسبوعاً كاملاً بلا طعام من جراء المعارك، مؤكداً أنّ "بعضهم قُتل بنيران القناصة أو الاشتباكات، ونحن نأسف لذلك"، بحسب قوله.
وفي السياق، رصدت "العربي الجديد"، الوضع داخل مدينة الموصل، إذ يظهر في تسجيل مصوّر مشهد عام لحي الشيماء، الذي يتقاسم السيطرة عليه كل من "داعش"، وجهاز مكافحة الإرهاب.
ويبدو في التسجيل، الشارع الفاصل بين الطرفين بنحو 200 متر فقط، فيما تختبئ داخل منازل ذلك الشارع عائلات لا تستطيع المغادرة، مخيّرة بين الموت جوعاً أو الخروج نحو المجهول.
كما أكدت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المعارك تدور في أحياء شهرزاد والقادسية والميثاق والقدس والشقق والبكر والسماح، بشكل عنيف"، مشيرة إلى سقوط أكثر من 30 شخصا بين قتيل وجريح، من قوات الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، بعمليات انتحارية مباغتة لـ"داعش"، في حيي المثنى والقادسية.
وتأتي عمليات التنظيم، بحسب المصادر، لمحاولة طرد القوات المشتركة من المناطق التي سيطرت عليها، خلال اليومين الماضيين، لافتة إلى أنّ المعارك عادت إلى أحياء من المفترض أنّها تحرّرت.