في خطوة تعكس عمق التحولات التي تشهدها العلاقات بين إسرائيل واليونان، طلبت حكومة اليسار المتطرف في اليونان من إسرائيل مساعدتها في بناء جهاز استخبارات عسكري لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها. ونقل موقع صحيفة "هارتس"، أمس السبت، عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية قولهم إن أثينا طلبت بالفعل من تل أبيب مساعدتها في تدشين منظمة استخبارات عسكرية "فعّالة". أما التبرير، فربط بـ"التجربة الإسرائيلية الغنية في هذا المجال".
وأكد مسؤولون يونانيون أن وزارة الدفاع طلبت من إسرائيل تدريب كوادر لإعدادهم للعمل في الجهاز الجديد، موضحين أن الحاجة إلى بناء جهاز استخبارات قوي ترجع بشكل أساسي إلى "تعاظم المخاطر الأمنية"، ولا سيما في أعقاب تعرّض العديد من الدول الأوروبية لهجمات نفذتها "جماعات إسلامية متطرفة". وأضاف المسؤولون الأمنيون اليونانيون أن "ضعف اليونان في مجال الاستخبارات يعود إلى بقائها مدة طويلة تحت حكم الاحتلال"، على حد وصفهم، وهو الأمر الذي قلّص قدرتها على الاهتمام بمواجهة مثل هذه التحديات.
واعتبر معلق الشؤون العسكرية في "هارتس"، عاموس هارئيل، الذي زار اليونان الأسبوع الماضي، وأعدّ تحقيقاً حول تطور العلاقات بين أثينا وتل أبيب، أن عدم تردد الحكومة اليونانية في الطلب من إسرائيل مساعدتها في بناء استخباراتها يأتي في إطار "العلاقة الوطيدة" التي باتت تربط قادة الجيش والمؤسسة الأمنية اليونانية بنظرائهم في إسرائيل.
وأعاد هارئيل للأذهان حقيقة أن التحول في العلاقات اليونانية الإسرائيلية يعود بشكل أساسي إلى إدراك الحكومة الإسرائيلية أن التحالف الاستراتيجي مع تركيا أصبح من التاريخ، في أعقاب أحداث أسطول الحرية لفك حصار قطاع غزة في مطلع يونيو/حزيران 2010. ووفقاً لهارئيل، فإن كلاً من إسرائيل واليونان وجدتا في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدواً مشتركاً". ورأى الصحافي الإسرائيلي أن لعبة المصالح هي التي جعلت اليونان تتخلى عن ربط علاقاتها مع إسرائيل بسلوك الأخيرة إزاء الفلسطينيين، وذلك بعدما كانت اليونان من أكثر الدول تأييداً للفلسطينيين.
في هذا السياق، نقل هارئيل عن نائب وزير الخارجية اليوناني، يستين كسيديس، قوله إن التوجه لتعزيز العلاقة مع إسرئيل يأتي لمواجهة تبعات "ثقب أسود ثلاثي الأبعاد، يتمثل في سورية، وليبيا والعراق"، مشيراً إلى أن تطوير العلاقة مع إسرائيل مهم لمواجهة تبعات تدفق اللاجئين من سورية "الذين يجلبون الفوضى وبدرجة ما العمليات الإرهابية"، على حد وصفه. وأشار الصحافي نفسه إلى أن دول البلقان والكثير من دول آسيا ودول عربية، منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القدرة على إبراز "إنجازات" على صعيد السياسة الخارجية، لأن هذه الدول، وبخلاف دول أوروبا الغربية، لا تربط علاقاتها بإسرائيل بمواقف حكومة نتنياهو إزاء الشأن الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن خلال اجتماع في العاصمة القبرصية نيقوسيا قبل ثلاثة أشهر، ضم أيضاً الرئيس القبرصي نيكوس أناساتياديس، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، أن تحالفاً بات يربط الدول الثلاث. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على التعاون في مجال استخراج الغاز من البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب الاتفاق على أن يتم تصدير الغاز "الإسرائيلي" عبر اليونان ومنها لأوروبا، إلى جانب الاتفاق على دراسة تدشين شبكة كهرباء موحدة للدول الثلاث.
ويذكر أن سلاحي الجو اليوناني والإسرائيلي شاركا في أربع مناورات مشتركة نظمت في كل من إسرائيل واليونان. وقد كشفت مجلة "Israel Defense"، أخيراً، أن اليونان سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي بالتدرب على استهداف منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس 300" في أراضيها، تحسباً لاضطرارها لضرب هذه المنظومة التي وافقت روسيا على بيعها لإيران في حال قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن خلال اجتماع في العاصمة القبرصية نيقوسيا قبل ثلاثة أشهر، ضم أيضاً الرئيس القبرصي نيكوس أناساتياديس، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، أن تحالفاً بات يربط الدول الثلاث. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على التعاون في مجال استخراج الغاز من البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب الاتفاق على أن يتم تصدير الغاز "الإسرائيلي" عبر اليونان ومنها لأوروبا، إلى جانب الاتفاق على دراسة تدشين شبكة كهرباء موحدة للدول الثلاث.
ويذكر أن سلاحي الجو اليوناني والإسرائيلي شاركا في أربع مناورات مشتركة نظمت في كل من إسرائيل واليونان. وقد كشفت مجلة "Israel Defense"، أخيراً، أن اليونان سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي بالتدرب على استهداف منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس 300" في أراضيها، تحسباً لاضطرارها لضرب هذه المنظومة التي وافقت روسيا على بيعها لإيران في حال قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.