كشف نشطاء محليون داخل مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب العراق، عن نداءات استغاثة أطلقتها الأسر المحاصرة داخل المدينة، وجهتها للقوات الأمنية داعية إياها إلى توخي الحذر عند قصف الأحياء السكنية، لتسببها بوقوع ضحايا بين صفوف المدنيين.
وأكد الناشطون في أحاديث لـ"العربي الجديد" وجود أكثر من ألف أسرة محاصرة في أحياء عدة داخل المدينة، بسبب الإقامة الجبرية التي فرضها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على تلك الأسر، لا سيما بعد إطلاقه تهديدات بقتل أي مدني يحاول الفرار.
وذكر مصطفى الحديثي، الناشط في منظمات حقوق الإنسان، أن هناك آلاف المدنيين ما زالوا داخل الرمادي محاصرين في مناطق سكنية عدة، منها أحياء الملعب والجمعية والثيلة والقطانة ومنطقة الصوفية، يعانون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية، ويعيشون حالة من الذعر والخوف والجوع، "بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه القوات الأمنية حول الرمادي ومن جميع المحاور للتضييق على التنظيم".
وفي ذات الصدد قال علاء القرغولي، أحد الناشطين في مجال الإغاثة الطبية، إن "هناك الكثير من الأسر تضررت خلال معارك، الخميس والجمعة الماضيين، خاصة أن قوات التحالف والقوات العراقية وجهت ضربات عنيفة وقصفا مكثفا مستهدفة مناطق وجود داعش"، مستطرداً بالقول "لكن وجود عناصر داعش داخل الأحياء السكنية أو قريباً منها ينزل الضرر بالمدنيين".
وأضاف لـ"العربي الجديد" أن اتصالات كثيرة تردهم من الأهالي تؤكد وقوع قتلى وجرحى، وأنهم بحاجة ماسة إلى إغاثات طبية.
إلى ذلك، قال أحمد العواد، الناشط المدني وعضو لجنة إغاثة النازحين في جمعية "عراقيون" التطوعية، أنه "بسبب القصف المكثف من قبل الجيش وطيران التحالف، الذي طاول المناطق السكنية، قتل وجرح العديد من المدنيين".
وأضاف لـ"العربي الجديد" أن تنظيم "داعش" أصدر بياناً "يقضي بتنفيذ حكم الإعدام المباشر لكل من يحاول الهرب من المدنيين، ويشمل الحكم النساء والأطفال وكبار السن على حد سواء".
وبين أنه ومن جراء القصف الذي وصفه بـ"العنيف" حاولت بعض الأسر الفرار إلى خارج المدينة، مستغلين انشغال عناصر التنظيم بالاحتماء من القصف، مبيناً "لكن مفارز من داعش كانت تنتشر في تقاطعات شوارع الممدينة منعتهم تحت تهديد السلاح".
يأتي ذلك في وقت ما زالت القوات الأمنية تواصل زحفها نحو أحياء ومناطق الرمادي لاستعادتها من التنظيم، وهذا ما أكده صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد" مضيفاً أن "ثلثي مدينة الرمادي تمت استعادتها والسيطرة عليها، وبالمقابل فإن التنظيم بات ضعيفاً ويتخبط بسبب فرار أغلب عناصره"، لافتاً إلى أن "أعداد داعش باتت قليلة داخل المدينة، والدليل ضعف المواجهات وسقوط الأحياء واحداً تلو الآخر بيد القوات الأمنية".
كرحوت الذي أكد "استمرار ورود نداءات الاستغاثة من قبل المدنيين" لفت إلى أن المعركة "سيتم حسمها خلال أقل من أسبوع، لا سيما أن وتيرة المعارك صارت أسرع وأسهل بمشاركة طيران التحالف، الذي مهد الطريق أمام القوات على الأرض بضربه أهدافاً استراتيجية، كان داعش يعول عليها كثيراً أثناء الاشتباكات".