واضطر حمروش لمقابلة عدد من الناشطين والأنصار الذين تجمعوا، اليوم السبت، في وقفة أمام بيته في العاصمة الجزائرية لمطالبته بالتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، وقال إنه سينظر في الأمر في حال استجدت تطورات مساعدة، وقال "كل ما أستطيع قوله لكم إنني أعد بإبقاء الباب مفتوحاً في هذا المجال، في حال كانت هناك تطورات إيجابية".
وأضاف حمروش "أنا لا أنافق الناس، ولا أكذب على الشعب، ولن أقدم أية وعود وهمية يحاسبني عليها الشعب لاحقاً، لكنني سأبقى مستعداً دائماً لتقديم مساعدة بلدي ولن أتردد مطلقاً، لأني مناضل والمناضل لا يغلق الباب".
وجدد حمروش عدم رضاه بالمطلق عن الظروف التي يتم من خلالها تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، نتيجة الحوار المتعثر والطريقة التي تمت من خلالها صياغة قانون الانتخابات الجديد، وإنشاء هيئة مستقلة عليا للانتخابات، "بعد حوار صوري وغير جدي نظمته هيئة حوار لم تحظ بأي إجماع"، بحسب حمروش.
واعتبر حمروش أنّ "أي رئيس ينتخب بهذه الطريقة لن يستطيع أن يقدم أي شيء، أنا لن أستطيع تحقيق أية وعود بالشروط والظروف المتوفرة الآن للانتخابات المقبلة".
ويحظى حمروش باحترام قطاع واسع من المجتمع السياسي والشعبي في الجزائر، منذ إدارته حكومة إصلاحات التي نفذت سلسلة جريئة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية بين سبتمبر/ أيلول 1989 وأحداث يونيو/ حزيران 1991، ويعد أول من أطلق الصحافة المستقلة، لذلك يحاول كثير من الأطراف دفعه للترشح.
وسبق لحمروش أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 1999، لمنافسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكنه انسحب مع خمسة مرشحين آخرين في يوم الاقتراع، بسبب بروز التزوير المفضوح من قبل الإدارة لصالح مرشح الجيش والسلطة حينها بوتفليقة.
وذكر حمروش في كلمته خلال وقفة، اليوم السبت، أنّ "البلد في حاجة إلى وضع جديد، والحراك والشعب الذي خرج منذ 22 فبراير الماضي منحا النظام فرصة لإحداث التغيير والقطيعة مع الممارسات السابقة وإصلاح الأوضاع".
وجرت وقفة اليوم أمام منزل رئيس الحكومة الأسبق، بناء على نداء وجهته "لجنة أنصار حمروش" لدفعه إلى الترشح والمساعدة في إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية الراهنة، على الرغم من بيان سابق نشره حمروش، الثلاثاء الماضي، أعلن فيه رفضه الترشح لانتخابات الرئاسة في الجزائر، واعتبر فيه أن شروط تحقيق انتقال ديمقراطي ما تزال غير متوفرة وأن النظام السياسي يرفض السماح بإحداث تغيير جدي، واشترط تنازل وتنحي الجيش عن سلطة القرار لتحقيق ذلك.
ويعتبر مراقبون للشأن السياسي في الجزائر أنّ حمروش يركّز في مواقفه على ضرورة إعلان السلطة والجيش عن نوايا صادقة إزاء التغيير والانتقال السياسي والقبول بقواعد الديمقراطية.