عزا المعلق الإسرائيلي، بن كاسبيت، حرص حكومات اليمين المتطرف في أوروبا على توثيق علاقاتها بإسرائيل، إلى رهاناتها على دور تل أبيب في تحسين مكانتها لدى الولايات المتحدة.
وكتب كاسبيت، في تقرير نشرته النسخة العبرية لموقع "المونتيور"، اليوم الخميس، أن التقارب الكبير بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جعل حكومات اليمين المتطرف في أوروبا تبدي اهتماماً كبيراً بتحسين علاقتها بتل أبيب بشكل واضح، على اعتبار أن مثل هذا التطور يساعد على تحسين قدرة هذه الحكومات على تحقيق مصالحها في واشنطن.
وأشار كاسبيت إلى التحسن الكبير الذي طرأ على علاقة إسرائيل بحكومة اليمين المتطرف في المجر (وسط أوروبا)، التي يقودها فيكتور أوربان، أوضح دليل على طابع المحفزات المنفعية لهذا التوجه.
وبحسب كاسبيت، فإن "الغرام" الذي بات يربط أوربان ونتنياهو تطور في أعقاب نجاح الأخير في إقناع إدارة ترامب، برفع المقاطعة عن الحكومة المجرية بسبب توجهاتها المعادية للديموقراطية، مثل تقييد حرية الصحافة وتقليص الرقابة على الأنشطة الحكومية.
وأشار أيضاً إلى أن التحول الإيجابي المفاجئ الذي طرأ على العلاقة بين إسرائيل وبولندا، أخيراً، في أعقاب توصل الطرفين لاتفاق ينهي التوتر بينهما في أعقاب صدور تشريع بولندي يجرم كل من يتهم الأخيرة بارتكاب جرائم حرب ضد اليهود؛ يندرج في إطار التقارب على أسس منفعية بين تل أبيب وحكومات اليمين المتطرف.
ورأى المعلّق الإسرائيلي أن أكثر ما يعكس حجم التأثير الذي باتت تتمتع به إسرائيل داخل الولايات المتحدة في أعقاب حكم ترامب، تمثل بالنفوذ الكبير الذي يملكه السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، الذي وصفه بالشخص الأكثر تأثيراً على البيت الأبيض.
وأضاف، في هذا السياق، إلى أن الملياردير اليهودي شيلدون أديلسون، الذي يعد أكبر المتبرعين لحملة ترامب الانتخابية، ذا التوجهات اليمينية المتطرفة، لعب دوراً رئيساً في دفع ترامب لمواءمة سياساته في المنطقة مع توجهات حكومة اليمين المتطرف.
ولفت إلى أن تباهي نتنياهو بدوره في إقناع ترامب بالانسحاب مع الاتفاق النووي مع إيران، يمثل أحد مظاهر النفوذ الإسرائيلي داخل الإدارة الأميركية.
ووفق كاسبيت، فإن نتنياهو استفاد من تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في أعقاب التحولات التي تعتمل في العالم العربي، لا سيما الأحداث المتواصلة في سورية، وهو ما وفر بيئة تسمح بتقارب حكومات العالم مع إسرائيل.
كما بيّن أنّ الزعماء الأجانب يحرصون على تحسين علاقاتهم بنتنياهو، على الرغم من التحقيق معه في عدد من ملفات الفساد.
وتطالب نخب اليمين الحاكم في إسرائيل بإبداء تسامح إزاء أحزاب وحركات اليمين المتطرف في أوروبا، على الرغم من الشبهات حول توجهاتها "اللاسامية".
كذلك، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، أخيراً، أن الخارجية الإسرائيلية تحث أحزاب اليمين على التواصل مع الأحزاب والحركات التي تمثل اليمين المتطرف في أوروبا، عازيةً الأمر إلى أن إسرائيل ترى به طاقة كبيرة في تطوير العلاقات مع اليمين الأوروبي، بسبب مواقفه المعادية للمسلمين والعرب.