قالت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم أكبر فصائل الجيش السوري الحر، في شمال غربي سورية، إنها أبلغت تركيا رفضها أي وجودٍ للجيش الروسي ضمن المنطقة العازلة، التي تم الاتفاق على إنشائها في "قمة سوتشي" بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل أسبوعين.
وأصدر المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب حاجي مصطفى، ليل الأحد- الإثنين، بياناً قال فيه إنه قد "جرى لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق، وموضوع الوجود الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد، تمت فيه مناقشة الأمر، وتم إعطاء موقف واضح برفض هذا الأمر من قبل الجبهة الوطنية للتحرير، وحصل هناك وعد منهم بعدم حصول هذا الأمر، وهذا ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي".
من جانبه، قال مسؤول المكتب الإعلامي لـ"فيلق الشام"، والذي يُسمي نفسه "أبو عمر فيلق"، أنه قد "حسم الأمر" في ما يتعلق بوجود القوات الروسية ضمن المنطقة العازلة، إذ غَرَّدَ في حسابه على موقع "تويتر" أن "لا دخول لقوات روسية إلى المناطق المنزوعة السلاح- لا دخول لمؤسسات الدولة إلى المناطق المحررة- القوات التركية سترد على أي خرق من مناطق العدو الأسدي- فتح الطرق الدولية بحماية الجبهة وبرعاية تركية".
وبرز في اليومين الماضيين خلافٌ واضح حول تفسير "اتفاق سوتشي"، بعدما تسرب أن موسكو تريد إنشاء المنطقة العازلة بعرض 15 و20 كيلومتراً، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية فقط، على عكس ما كان متوقعاً بأن يتم إنشاء المنطقة مناصفة في مناطق النظام والمعارضة شمال غربي سورية.
كما برزت نقطة خلافية أخرى حول وجود الدوريات الروسية - التركية المشتركة ضمن المنطقة العازلة من جهة المعارضة، التي رفضت وجود قوات روسيا في المناطق التي تسيطر عليها، فضلاً عن مسألة الجهة التي ستشرف على اتوسترادي اللاذقية-حلب، وحماه-حلب، المارين ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
ومنذ أول أمس السبت، رفض "جيش العزة"، أبرز فصائل الجيش السوري الحر في ريف حماة الشمالي، تسيير دوريات روسية حيث تسيطر المعارضة، شمال حماة، مشيراً إلى أن "اتفاق سوتشي" يتضمن إنشاء منطقة خالية من السلاح الثقيل بعرض 15- 20 كيلومترا، يفترض أن تكون بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الفصائل، إلا أنه تبين لاحقاً أنها ستكون بكاملها ضمن مناطق المعارضة فقط، مطالبا بأن تقسم المنطقة الخالية من الأسلحة الثقيلة مناصفة مع مناطق سيطرة قوات النظام، مطالباً الجانب التركي بألّا يكون الاتفاق كاتفاق "خفض التصعيد" الذي انهارت فيه المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أن مقاتلي الجيش سيبذلون "الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الأرض".
وكان العقيد فاتح حسون، القيادي في الجيش السوري الحر، قد صرح أمس بأنه "عندما تكون بنود الاتفاق مصاغة بلغة دبلوماسية وفق جمل عامة تتناسب مع مستوى مبرمي الاتفاق، فمن الطبيعي أن تظهر تباينات في وجهات النظر لدى الأطراف المعنية بالاتفاق عندما تحول لجانهم المختصة بنوده إلى إجراءات وتدابير".
وتابع بالقول إن "هذا ما حدث بالبند المتعلق بحدود المنطقة منزوعة السلاح في اتفاق سوتشي، فروسيا تعتبرها بدءا من الحد الأمامي للنظام، ونحن من خلال تركيا نعتبرها مناصفة، وقد تم التوصل إلى أن تكون كما تراه اللجنة الفنية الروسية، لكن ستبقى مضادات الطيران المتنوعة عيار 57 و23 و14.5 و12.7 وغيرها، والتي تستخدمها فصائلنا بفاعلية ضد أي هجوم ممكن أن يحدث".
وأضاف: "كما تبقى قوى الفصائل في مقراتها وتحصيناتها الدفاعية، ويتم سحب السلاح الثقيل- على قلته في المنطقة- إلى عمق 15-20 كلم من الحد الأمامي، وهذا لا يؤثر سلبا من الناحية العسكرية في حال وجود سلاح ثقيل متمركز بالقرب من خطوط الدفاع يمكن أن يشارك بإعاقة أي هجوم، وأقصد هنا السلاح الثقيل للقوات التركية، حيث ستعمل تركيا على إدخال سلاحها الثقيل في المنطقة، وتشارك في الأعمال الدفاعية ضد أي هجوم بري محتمل، وبهذا نكون قد كسبنا وجود جيش قوي منظم إلى جانبنا".