المستشارة أنجيلا ميركل هنأت جونسون على نجاحه، فكتب المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت على موقع "تويتر" عن المستشارة: "تهانينا لبوريس جونسون على هذا الفوز الواضح في الانتخابات، نتطلع إلى المزيد من التعاون من أجل الصداقة والشراكة الوثيقة لبلدينا".
أما عضوة البرلمان الأوروبي، عن الاشتراكي الألماني، كاترينا بارلي، وفي مقابلة إذاعية، قالت إنها تشعر بخيبة أمل من نتيجة الانتخابات، إلا أنها أعربت عن تفهمها للبريطانيين، من دون أن تستبعد خروجاً بريطانياً صعباً من الاتحاد الأوروبي، مبررة ذلك بأن وقت المفاوضات قصير للغاية.
أما وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنن، فبدا أقل رضا، واعتبر أن النتيجة "حزينة وكارثية" لحزب العمال، قبل أن يضيف: "إذا لم يقدم اليسار موقفاً واضحاً بشأن أوروبا فسوف يفقد الاتصال بأغلبية المجتمع".
أما مسؤول السياسة الخارجية في حزب ميركل، المخضرم نوربرت روتغن، فكتب في حسابه على "تويتر": "أصبح خروج بريطانيا لا مفر منه، ويجب أن يكون هدفنا الآن هو الحفاظ على العلاقات مع بريطانيا". وكان روتغن قد قال أيضا، في مقابلة مع صحيفة دي فيلت"، اليوم، "أعتقد أننا نحن الألمان سنلعب دوراً مهماً للغاية في هذه المرحلة الانتقالية، ويتعين على الناس الذين يجدون هذا قراراً خاطئاً من قبل البريطانين أن يتقبلوه، ولذا علينا الآن جعل العلاقة الجديدة مع لندن إيجابية وبناءة بعد المغادرة".
ولفت نوربرت إلى مناورات الرئيس الأميركي ترامب، المؤيد الدائم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلًا "بالتأكيد يرى ترامب أن أوروبا والاتحاد الأوروبي باتا ضعيفين بعد خروج بريطانيا، وسيسعى لتوجيه سياسة بريطانيا الخارجية صوب الولايات المتحدة وتعطيل توجه لندن الأوروبي؛ على سبيل المثال بشأن مسألة اتفاقية التجارة الحرة، إنما في النهاية يتعين على البريطانيين أن يقرروا لمن هم أقرب".
من جهة ثانية، يبدو أن الاقتصاديين الألمان يضغطون من أجل إبرام اتفاقية تجارة حرة بسرعة، وفي هذا الإطار ذكرت شبكة "إيه آر دي"، اليوم الجمعة، عن المدير الإداري لرابطة هندسة المصانع والميكانيك تيلو برودتمان، أنه "إذا لم ينجح اتفاق التجارة الحرة، فإن المناقشات والشكوك المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستبدأ من جديد نهاية العام 2020، وهذا ما يجب أن نتجنبه بأي ثمن".
وكان لافتًا أيضا ما كتبته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، حين رأت أن على جونسون إعطاء إجابات على جميع الأسئلة التي تجنبها خلال الحملة الانتخابية، وأن يشرح كيف يتصور العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي ومكان وجود بريطانيا في العالم، وخلصت إلى القول إن "نتيجة الانتخابات لا تسمح إلا باستنتاج واضح؛ أنه سيتعين عليه الكفاح من أجل الحفاظ على بريطانيا".
أما شبكة "إيه آر دي"، فاعتبرت أن "ما سمح لجونسون بتحقيق هذا الفوز ليست قوته المقنعة إنما السلوك الكارثي للمعارضة، وباتت لديه الآن الأغلبية وبإمكانه تطبيق اتفاق الخروج الذي تم إعادة التفاوض عليه في البرلمان، وقيادة بلاده إلى خارج الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020، ولا أحد سوف يعترض طريقه. ووصفت حزب المحافظين بأنه "بات الآن حزب بريكست... وعليه فإن بريطانيا ستسعى الآن إلى دورها الجديد في السياسة العالمية خارج الاتحاد الأوروبي".