وتوجه جاووش أوغلو للعبادي قائلاً "إذا كنت بمثل هذه القوة لماذا سلمت الموصل إلى منظمات إرهابية؟ لو كنت قوياً لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال أرضك منذ سنوات؟"، مضيفاً "أنت لست قادراً حتى على محاربة منظمة إرهابية، أنت ضعيف، وبعد ذلك تحاول القيام بدور الأقوياء"، بحسب وكالة "فرانس برس".
في المقابل، أعرب العبادي، على هامش لقائه بشيوخ ووجهاء بلدة تلعفر اليوم، استغرابه من أنّ "يقوم البعض بتحريض الأتراك على العراق، وينقل معلومات خاطئة لهم لتوريطهم"، مشدّداً "نحن نقول لهؤلاء إنّ تركيا تبحث عن مصالحها وليس مصالحكم".
وأضاف "نحن نريد علاقات معها لأنّها دولة جارة، ونعلم أنّ الحرب خسارة للطرفين"، مستدركاً "إذا ارتكبت القيادة التركية مغامرة في العراق فإنّها ستدفع الثمن، والعدوان سيقابله تلاحم وطني عراقي لردّه، وأنّ العراقيين من جميع المحافظات يضحّون بأنفسهم من أجل بلدهم".
وأشار الى أنّ "البعض لا يقدم شيئا في محاربة الإرهاب، بالرغم من أنّنا أعطيناه دورا في التحرير، ولكنّه لم يقدم شيئا، ونحن لا نحتاجه لأنّ لدينا أبطال يحرّرون هذه الأراضي".
وجاء رد الوزير التركي بعدما حذّر العبادي أمس الثلاثاء، تركيا، من مغبة ما سمّاه "اجتياح" العراق، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى "تفكيك تركيا"، في أعقاب قيام أنقرة بنشر قوات على الحدود مع العراق.
وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي، إنّه "لدينا خشية من أن تكون هناك خطوة متهورة من جانب تركيا"، مضيفا، "نتمنى ألا تحصل، ليس خوفاً منهم بل خوفاً من التداعيات"، مضيفاً "لا نريد حرباً مع تركيا ولا نريد مواجهة مع تركيا، لكن إذا حصلت المواجهة فنحن مستعدون لها".
وأكد رئيس الوزراء العراقي أنّ "أي اجتياح تركي للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا"، لأن "ليس لدى تركيا القدرة على القتال خارج حدودها".
وفي هذا السياق، أثارت لغة التصعيد والتهديد من قبل المسؤولين العراقيين إزاء تركيا، انتقادات من قبل مسؤولين ومراقبين، داعين الى اعتماد لغة الحوار في حل الأزمات السياسية.
وقالت النائبة عن التحالف الكردستاني، نجية نجيب، في تصريح صحافي، إنّه "يجب على الحكومة اتباع الحكمة في معالجة الأزمات والابتعاد عن لغة التهديد"، معتبرة أنّ "اللجوء إلى الحكمة والحوار سيسهم بحل الأزمات، وأنّ اللجوء للغة التهديد والتصريحات المعادية ستجعل العراق يخسر كثيراً وهو في حالة حرب".
وتدهورت العلاقات بين أنقرة وبغداد في الأسابيع الماضية، إذ أعربت تركيا عن رغبة في إشراكها بالهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو ما يرفضه العراق، فضلاً عن وجود قوات تركية شمالي العراق، إذ يوجد نحو 2000 جندي تركي في معسكر بعشيقة (تبعد نحو 25 كيلومتراً عن مركز المدينة).
واشتعل الخلاف حين نشرت أنقرة دبابات وقطعا مدفعية، أمس الثلاثاء، على الحدود العراقية، في إجراء اتخذ لمواجهة "الحريق المشتعل في الدولة المجاورة لنا"، كما أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتلموش.
ودخلت قوات الجيش العراقي مدينة الموصل من الجهة الجنوبية الشرقية، أمس، بعد أسبوعين من بدء هجومها على المدينة الواقعة في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ أكثر من عامين.