قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، يخطط للتنافس على رئاسة الولايات المتحدة عام 2024.
وفي مقال نشره موقعها اليوم الأحد، نقل شلومو شامير، معلق الشؤون الأميركية في الصحيفة، عن دبلوماسيين أميركيين في نيويورك، قولهم إن كوشنر سيوظف عرض خطة الإملاءات الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن" من أجل تعزيز مكانته الداخلية والدولية.
ولفت إلى أن كوشنر يخطط في البداية للتنافس على زعامة الحزب الجمهوري للفوز بترشيحه للانتخابات الرئاسية.
وأشار شامير، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالمنظمات اليهودية الأميركية، إلى أن كوشنر يخطط في البداية لتعزيز مكانته الداخلية وإبراز نفسه كسياسي صاحب مكانة مرموقة كمقدمة للتنافس على الرئاسة.
واعتبر معلق الشؤون الأميركية أن حرص كوشنر أخيراً على تكثيف ظهوره الإعلامي عبر الترويج لـ"صفقة القرن" يعكس تطلعاته السياسية على المدى الطويل ووراثة ترامب في منصب الرئاسة.
وأضاف أنه حصل على هذا الانطباع من خلال لقائه بعدد من الدبلوماسيين الأميركيين والمستويات السياسية داخل أروقة الأمم المتحدة.
ونقل شامير عن دبلوماسي أميركي كبير قوله: "كبار الصحافيين والمعلقين في واشنطن يشاطرونني القناعة بأن كوشنر ينوي التنافس على رئاسة الولايات المتحدة"، مبرزا أن مستشار الرئيس الأميركي حرص مؤخرا على إلقاء كلمة أمام "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط"، إذ تطرق إلى "صفقة القرن" التي أشرف على بلورتها وإعدادها، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يتحدث فيها عن الخطة، وذلك بعد أن تحدث لأول مرة عن الخطة قبل أسبوعين أمام المؤتمر السنوي لأسبوعية "التايمز".
كذلك نقل عن نائب رئيس سفير أوروبي في الأمم المتحدة قوله: "حرص كوشنر على الظهور الإعلامي والمساحة التي تمنحها له وسائل الإعلام يمثل محاولة منه لتأمين اعتراف به كسياسي يمثل الحزب الجمهوري بشكل جاد، ويستحق أن يتنافس عن الحزب في انتخابات الرئاسة، وهذا ما يسعى له أكثر من سعيه لتسويق الخطة".
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي قائلا، كما ينقل شامير: "كوشنر يعي تماما حجم العقبات التي تواجه صفقة القرن، لا سيما في كل ما يتعلق بمواقف الأطراف ذات العلاقة منها، لكنه قرر استغلال طرح الخطة كرافعة لبلورة مكانة كبيرة له في أوساط الحزب الجمهوري، وهو ينوي التنافس على ترشيح الحزب عام 2024، بعد أن ينهي ترامب ولايتين في المنصب".
وأضاف: "لقد تحدث كوشنر أخيراً كثيرا، لكنه عمليا لم يقل شيئا"، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تقدر أن الدول الخليجية غير مستعدة لتمويل الجانب الاقتصادي في الخطة.
وأشار شامير إلى أن صهر ترامب تلقى معلومات مفادها بأن قادة أحزاب اليمين العلماني والديني في إسرائيل، التي ستشارك في حكومة نتنياهو المقبلة، يبدون معارضة كبيرة لـ"صفقة القرن"، التي يرفض الفلسطينيون التعاطي معها ويعتبرونها خطة لتصفية قضيتهم.