جدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، التأكيد على موقف بلاده المتمسّك بوحدة سورية والعراق، قائلًا إن تركيا "لا تتحمل" تقسيم البلدين.
وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين: "لن نتنازل عن وحدة الأراضي السورية والعراقية، وسعينا مع روسيا من أجل الهدنة ووقف إطلاق النار في سورية".
وأضاف أن بلاده ستحافظ على تنسيق وتعاون عسكري كامل مع روسيا حول سورية، وأنه متفائل "بحذر" حيال فرص التوصل إلى حل هناك.
وبيّن أن الطرفين اتّفقا على مكافحة التنظيمات الإرهابية "كافة"، مؤكدًا على وجود تعاون قائم في هذا المجال، لا سيما على مستوى المخابرات.
وأكد الرئيس التركي أنّ أنقرة "تريد التعاون مع أميركا في عملية استعادة منبج"، مشدّدًا على موقف بلاده إزاء إشراك مليشيات "سورية الديمقراطية" في عملية استعادة الرقّة، قائلًا: "لا يمكن الاستعانة بتنظيم إرهابي لمحاربة تنظيم إرهابي آخر".
وجاء حديث أردوغان في ختام الاجتماع السادس للمجلس الأعلى للتعاون بين تركيا وروسيا، وقد أظهرت محادثات الرئيسين تقدمًا في استعادة العلاقات الاقتصادية إلى مستوى ما قبل الأزمة، وتنسيقًا سياسيًّا وعسكريًّا واستخباراتيًّا في الملف السوري.
وقال بوتين: "نقيّم عاليًا مستوى التعاون بين الأجهزة الخاصة الروسية والتركية ووزارتي دفاع البلدين. بفضل تعاوننا وإشراك الشركاء الإيرانيين، تمكّنا من التوصل إلى وقف إطلاق النار (في سورية). لأول مرة تسنى عقد مفاوضات حول طاولة واحدة بين الأطراف المتناحرة. هذه نتيجة واضحة لعملنا المشترك".
وخلال الاجتماع السادس للمجلس، شدد بوتين على توفر كافة الإمكانات للدفع بعلاقات حسن الجوار والارتقاء بها. وقال في هذا السياق: "لا يمكننا معًا أن نعوّض ما فات فحسب؛ وإنما أيضًا الارتقاء إلى مستوى جديد من التعاون على نحو كيفي، والجانب الروسي مستعد وعازم على ذلك".
وأعرب عن أمله في تجاوز الديناميكية السلبية لحجم التجارة بين البلدين اعتبارًا من العام الجاري. وقال: "أشدد على أن تركيا من أهم الشركاء الاقتصاديين لروسيا. وروسيا بدورها، من أهم أسواق التصدير لتركيا. إلا أنه يجب الإقرار بأن حجم التبادل التجاري كان في العامين الماضيين في تراجع. وفي عام 2016، انخفض بنحو الثلث قياسًا بمستواه قبل عشر سنوات. نأمل في تجاوز الديناميكية السلبية للتجارة المتبادلة هذا العام".
وأشاد الرئيس الروسي بالارتقاء بالتعاون في مجال الطاقة إلى مستوى "استراتيجي"، قائلًا: "تأتي تركيا في المرتبة الثانية من حيث حجم شراء الغاز الروسي. في الشهر الماضي، دخلت حيز التنفيذ الاتفاقية الحكومية بشأن المشروع الضخم لبناء منظومة "السيل التركي" لنقل الغاز. سيتيح التحقيق العملي لهذا المشروع زيادة حجم إمدادات الغاز الطبيعي إلى تركيا والارتقاء بإمكاناتها في الترانزيت".
ومن المنتظر أن يتيح مشروع "السيل التركي" لروسيا الحد من اعتمادها على أوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا، وسيساعد تركيا بدورها في تحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزًا إقليميًّا لعبور الغاز.
في سياق آخر، أعرب بوتين عن اهتمام بلاده بالتعاون العسكري - التقني والاستخباراتي، قائلًا: "يجب التركيز بشكل خاص على التعاون العسكري - التقني والاتصالات بين جهات الأمن والأجهزة الخاصة، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب".
ويعتبر هذا اللقاء الرابع بين الرئيسي منذ بدء تطبيع العلاقات بعد اعتذار الرئيس التركي عن واقعة إسقاط قاذفة "سوخوي-24" على الحدود السورية التركية، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، والتي دفعت بأنقرة نحو مزيد من التقارب مع موسكو.