بدا واضحا أن المنطقة العربية ربما ستكون على موعد مع قرارات وخطط جديدة متعلقة بقضاياها الإقليمية الملتهبة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وما يخص خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية القضية، المعروفة إعلاميا "بصفقة القرن"، بالإضافة إلى الأزمة اليمنية، والملف السوري.
وتضمنت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية ولقائه بالعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، عدداً من اللقاءات والأحداث غير المرتب لها سلفا.
وبشكل مفاجئ أعلنت وسائل الإعلام المصرية والسعودية عن زيارة لم يكن معلن عنها مسبقا للسيسي، ومدير مخابراته اللواء عباس كامل، إلى منطقة نيوم بالمملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي وولي عهده وعدد من قيادات المملكة.
وجاءت زيارة السيسي للقاء سلمان وولي عهده في وقت كان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يقوم بزيارة للقاهرة، استمرت ليومين، قبل أن يقطع زيارته بشكل مفاجئ، أمس الثلاثاء، والتي كان مقررا لها أن تنتهي الأربعاء، دون إبداء أية أسباب.
في غضون ذلك، وقبل لقاء السيسي وسلمان ومحمد بن سلمان، أجرى ولي عهد السعودية اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وقال بيان للخارجية الأميركية إن بومبيو بحث، في اتصال هاتفي، مع ولي العهد السعودي الوضع في شمال غربي سورية والعراق، واليمن، إضافة إلى أفغانستان.
ولفت البيان إلى أن "وزير الخارجية الأميركي أثنى على موقف ولي العهد السعودي ودعمه للوضع في شمال شرقي سورية، إضافة إلى تعامله مع الحكومة العراقية".
وناقش الطرفان جهود وقف إطلاق النار في أفغانستان بمناسبة عيد الأضحى، وجهود إحلال السلام في أفغانستان، كما تناولا تطورات الأوضاع في اليمن، في ضوء جهود المبعوث الأممي لإنهاء الصراع.
وكان السيسي قد أكد خلال استقباله الرئيس اليمني في قصر الحكم، الاثنين، "التزام مصر الدائم بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، ودعمها المتواصل للحكومة الشرعية اليمنية تحت قيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي"، وذلك "من أجل التغلب على التحديات الراهنة والتصدي بحزم لمن يريد العبث بمقدرات الشعب اليمني الشقيق".
وقال السيسي، خلال المؤتمر الصحافي الذى أعقب استقباله لنظيره اليمني، إن لدى مصر اقتناعا راسخا بأن أمن واستقرار اليمن "يمثل أهمية قصوى ليس للأمن القومي المصري فحسب، وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها".
وشدد على أن مصر "ترفض بشكل قاطع أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
كما استعرض الرئيسان "سُبل الدعم الذي يمكن أن تُقدمه مصر من أجل دفع آليات الحل السياسي وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق".
وتأتي تلك التحركات في وقت تقود القاهرة جهودا للوساطة بين حركتي "فتح" و"حماس" من جهة لإتمام مصالحة داخلية بينهما، وإتمام هدنة طويلة المدى بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تحمل معها حزمة تسهيلات معيشية للقطاع المحاصر منذ 2007، لمنع انفجاره.
وتستبقي مصر في الوقت الراهن على وفد من قيادات "حماس" في الخارج، بقيادة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وعضوية موسى أبو مرزوق، مسؤول ملف العلاقات الخارجية بالحركة، وحسام بدران، مسؤول ملف العلاقات الوطنية، وروحي مشتهى، عضو المكتب السياسي.