العراق: حملة اعتقالات واسعة في بغداد قبل زيارة الأربعينية

وقال شهود عيان من سكان مناطق حزام بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش العراقي ومليشيات شيعية نفذت، خلال الأيام القليلة الماضية، حملة اعتقالات واسعة طاولت سكان المناطق المحيطة بمدينة بغداد، وخصوصاً تلك المناطق الواقعة بالقرب من الطريق العام المؤدي إلى مدينة كربلاء جنوب العراق.

وقال عماد المشهداني، وهو أحد سكان منطقة الراشدية شمال بغداد، إن "أكثر من 250 شخصاً على الأقل تم اعتقالهم من الراشدية على يد قوات الجيش و"الحشد" الموجودة في مناطق شمال بغداد، بحجة الاشتباه بانتمائهم إلى التنظيمات المسلحة".

وأضاف المشهداني أن "مناطق أطراف بغداد تشهد كل عام حملة اعتقالات قبل بداية طقوس الأربعينية، تشمل جميع الرجال والشباب، حتى إن بعض المنازل لم يعد فيها سوى النساء"، مؤكداً "وجود معتقلين من أقربائه مضى على اعتقالهم عدة سنوات دون محاكمة".

كما أفاد أحد شيوخ عشائر منطقة المحمودية في جنوب بغداد بأن "قوات الأمن من الجيش والشرطة تمارس عمليات اعتقالات تعسفية بحق سكان مناطق حزام بغداد، لأسباب وحجج واهية"، مؤكداً "اعتقال العشرات من رجال عشيرته منذ عدة أيام، وتعرضهم للمساومة من قبل ضباط الجيش والشرطة لإجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم". 

إلى ذلك، وجّه عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي أصابع الاتهام إلى الحكومة العراقية والقوات الأمنية، متهمين إياها بـ"ممارسة القمع والاعتقالات التعسفية بحق سكان مناطق حزام بغداد، أدت إلى اعتقال المئات منهم دون مذكرات اعتقال أو أوامر قضائية".

وقال النائب في "تحالف القوى الوطنية"، طلال الزوبعي، في تصريح صحافي، إن "هنالك حملة اعتقالات عشوائية ومداهمات تستهدف الأبرياء في مناطق أطراف بغداد ومناطق الدورة والأعظمية، وغيرها"، مبرزاً أن "هذه الحملات تمثل خرقاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان"، مطالباً الحكومة العراقية بـ"الكف عن مثل هذه الانتهاكات ووضع حد لها".

 من جهتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان، أن "قوات الجيش العراقي نفذت، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حملات تفتيش طاولت عدة مناطق في شمال وغرب بغداد، أدت إلى اعتقال مطلوبين ومصادرة أسلحة ومتفجرات"، على حد تعبير البيان.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد إن "قوات الجيش العراقي اعتقلت مطلوبين وفق المادة أربعة إرهاب في منطقة الطابي، شمال بغداد، وعثرت على أسلحة وعبوات ناسفة وقذائف صاروخية في أحد المنازل".

وأشار البيان، أيضاً، إلى أن "قوات الجيش نفذت حملات دهم وتفتيش في منطقة الحلابسة، غرب بغداد، أدت إلى اعتقال متهمين ومصادرة أسلحة".

وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت، أمس السبت، عن تنفيذها لخطة أمنية واسعة، بمشاركة آلاف العناصر من قوات الجيش والشرطة في العاصمة بغداد، لحماية طقوس الاحتفال بذكرى الأربعينية التي ستوافق الأحد المقبل.

 وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه "تم البدء بتنفيذ الخطة الخاصة بالزيارة الأربعينية في العاصمة بغداد"، مبيناً أن "العاصمة سيكون عليها عبء كبير جداً لقدوم باقي المحافظات لها، والتي ستكون ممراً إلى محافظات بابل وكربلاء".

وأشار معن إلى احتمالية تعرض مواكب الاحتفال بذكرى الأربعينية لما وصفها بـ"الأعمال الإرهابية"، وأن "يحوّل العدو جهوده الظلامية على المواطنين"، على حد تعبيره. 

وتقضي الخطة الأمنية الخاصة بذكرى الأربعينية بإغلاق الطرق التي ستكون ممراً لمسير الزائرين المتوجهين إلى مدينة كربلاء عبر بغداد، وانتشار عناصر الشرطة والجيش على جوانب الطرق وقرب تجمعات المشاركين في الطقوس، وكذلك فرض حظر على سير المركبات في أغلب مناطق بغداد، وتعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات والوزارات.