وخضع الوفد، فور وصوله إلى الأراضي المصرية، لحراسة أمنية مشددة، في ضوء العملية العسكرية الموسّعة التي يشنها الجيش المصري على "العناصر الإرهابية" في شمال ووسط سيناء، ومناطق غرب الدلتا ووادي النيل.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أكد مسؤولون في غزة، لـ"العربي الجديد"، أنّ وفداً من حركة "حماس" غادر قطاع غزة عبر معبر رفح البري، إلى القاهرة، في زيارة تستغرق عدة أيام، لإجراء مباحثات ثنائية بين الطرفين.
وكشف المسؤولون، أنّ الوفد يرأسه هنية، لافتين إلى أنّ من المقرر أن يحضر وفد من "حماس" في الخارج إلى القاهرة، للالتحاق بالوفد الحالي.
وتم فتح معبر رفح بشكل خاص أمام الوفد، اليوم الجمعة، بعدما أُغلق رسمياً، أمس الخميس، في أعقاب انتهاء مدة الـ3 أيام التي حددتها السلطات المصرية لعبور العالقين والحالات الإنسانية، والتي بدأت الثلاثاء.
تنسيق الأمن
وقال الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، إنّ الزيارة "تأتي في إطار التشاور مع مصر للتخفيف عن أهلنا في قطاع غزة، وفك أزماته المختلفة والتي أوصلت القطاع إلى حافة الهاوية"، مشيراً إلى أنّه سيبحث فيها أيضاً "استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة على أساس اتفاق 2011 و2017، ولدفع الجهود المصرية لإتمامها".
ولفت إلى أنّها ستتناول "الجهود التي تبذلها الحركة، لحماية القضية الفلسطينية ومواجهة القرار الأميركي الأخير بشأن القدس ومواجهة الاستيطان"، مضيفاً أنّ "هذه الزيارة تأتي ضمن ترتيبات مسبقة".
وقالت مصادر في "حماس"، لـ"العربي الجديد"، إنّ الزيارة "تأتي في إطار تنسيق الجهود الأمنية، والذي بات على أعلى مستوى، خلال الأيام القليلة الماضية، على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء".
وكشفت المصادر، أنّ "أجهزة الأمن، والقوات التابعة لكتائب القسام (الذراع العسكري للحركة) أعلنت حركة التأهب القصوى والاستنفار، وإعادة التمركز والانتشار بطول الشريط الحدودي"، مؤكدة أنّ "حماس شنّت حملة موسعة، بدأت منذ يومين ومستمرة حتى الآن، ضد معاقل العناصر المتطرفة المتعاونة مع تنظيم داعش، كما داهمت منازل الكثير من قيادات هذا التيار وعائلاتهم في القطاع".
وأوضحت المصادر أنّ "دوريات من كتائب القسام والأجهزة الأمنية، قامت بتمشيط معظم الشريط الحدودي، للتأكد من عدم وجود فتحات لأنفاق تربط بين القطاع وسيناء، ليست تحت سيطرة الحركة".
ونفت المصادر أن يكون أُعدّ للزيارة سلفاً، قائلة إنّه "على أقصى تقدير، تم إبلاغ قادة الحركة بها، مساء أمس الجمعة"، مشددة على أنّ "القائمين على مكتب حماس في القاهرة لم يكن لديهم علم مسبق بها، أو دوائر الحركة القيادية في قطاع غزة".
أول لقاء مع كامل
وقالت المصادر، إنّ الزيارة ستشهد اللقاء الأول بين هنية وقيادات "حماس" من جهة، واللواء عباس كامل بصفته رئيس جهاز المخابرات المصرية الجديد من جهة ثانية.
وأشارت إلى أنّ "إسرائيل تسعى لتخفيف الضغوط عن قطاع غزة، لخشيتها من تفجّر الأمور وخروجها عن السيطرة، خلال الفترة القادمة"، ملمّحة إلى أنّ "المخابرات المصرية ستطرح ملف التصعيد الأمني الأخير".
يُشار إلى أنّ مصادر قيادية في "حماس"، كانت قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، أنّ وفداً أمنياً مصرياً قام بزيارة غير معلنة، مؤخراً، إلى قطاع غزة، وعاين الترتيبات الأمنية على الشريط الحدودي، كما أشرف على تزويد الحركة الفلسطينية، بمعدات متطورة، للمساعدة في تشديد الإجراءات الأمنية لمنع تسلل العناصر المتطرفة.