المرشد الإيراني يطرح شروطه على أوروبا للبقاء في الاتفاق​ النووي

23 مايو 2018
خامنئي دعا لمواجهة العقوبات الأميركية (الأناضول)
+ الخط -

أعلن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عن شروط بلاده للاتحاد الأوروبي لكي تبقى في الاتفاق النووي، قائلا أولا إنه على أوروبا أن تكسر صمتها إزاء الخروقات والانتهاكات الأميركية المكررة للاتفاق النووي الإيراني، كما عليها إصدار قرار يدين بشكل جدي خرق واشنطن للاتفاق، حسب تعبيره.

وجاءت هذه الشروط خلال لقائه بالمسؤولين الإيرانيين اليوم الأربعاء، فاشترط خامنئي كذلك على الأوروبيين ألا يخلطوا ملفي إيران الصاروخي والإقليمي خلال الحوار حول الضمانات المتعلقة بمكتسبات طهران من الاتفاق، كما دعاهم لمواجهة العقوبات الأميركية التي تستهدف إيران، وتقديم الضمانات اللازمة كي تبيع إيران نفطها في المستقبل.

وفي ما يتعلق بأهم الملفات الإيرانية العالقة مع الغرب والمرتبطة بفتح العلاقات المصرفية والبنكية وهو ما عطلته الولايات المتحدة رغم مرور أكثر من عامين على الاتفاق النووي، اشترط خامنئي على الأطراف الأوروبية أن تعطي إيران الضمانات الحقيقية لحل هذه المسألة، مؤكدا أن عدم الاستجابة لهذه المطالب في فترة زمنية محدودة سيمنح طهران حق الرد على الخرق الأميركي والانسحاب من الاتفاق، وتستأنف نشاطها النووي.


أضاف خامنئي، إن بلاده خاضت العديد من التجارب ويجب الاستفادة منها، لذلك لن تتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنها غير أهل بالثقة، وبأن الهزيمة ستكون مصيرها. وقال إن "فشل أميركا حتمي إذا ما أدى المسؤولون وظائفهم بالشكل المطلوب والمناسب".

وأوضح أن مشكلة الولايات المتحدة الأميركية ليست في الاتفاق النووي الإيراني، وإنما في النظام الإسلامي في البلاد، "فواشنطن ترى المشكلة في وجود هذا النظام وسط المنطقة، وهو الذي يقف مع المظلومين ويواجه الولايات المتحدة ولا يستمع لإملاءاتها، ويشجع على روح المقاومة". وأضاف كذلك أن المشكلة الرئيسة تكمن في وجود عداء أميركي عميق ومتجذر للجمهورية الإسلامية، لذا تستخدم واشنطن كل السبل لضربها.

وأكد خامنئي أن الولايات المتحدة الأميركية كانت الطرف الذي خرق الاتفاق النووي، بينما أكد التزام بلاده بتعهداتها، وهو ما أيدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية كذلك، معتبرا أنه لا يوجد أي ذريعة لاستخدامها ضد إيران في الوقت الحالي.

ورأى المرشد أن ما يخرج عن الإدارة الأميركية الحالية يشبه ما كان يصدر عن سابقاتها، بل اعتبر أن مصيرها سيكون مثلها أيضا، وأكد مسألة عدم قبول التفاوض بينها وبين إيران، فهذا الأمر لا يمكن أن يصل لنتيجة كون أميركا لا تلتزم بما عليها، حسب وصفه.

وأشار إلى مجاراة الأطراف الأوروبية لواشنطن، مبديا عدم الثقة بها أيضا، وقال إنه "ليس لدى إيران مشكلة مع أوروبا ولكن الدول الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي أكدت أنها إلى جانب واشنطن في أكثر اللحظات حساسية". ووصف فرنسا بالطرف الذي يلعب دور الشرطي السيئ في المفاوضات النووية، كما أن بريطانيا خالفت وعودها كذلك، ودعا لعدم ربط مصير البلاد وقضاياها في الخارج، فهذا لن يصب في مصلحة إيران.



ورأى كذلك أن الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لم يكن نتيجة للمفاوضات مع الغرب وإنما لتطور إيران وتقدمها نوويا وعلميا، فاعتبر أن الليونة والمرونة مع أعداء البلاد لن تؤدي إلا للمزيد من الاستهداف لطهران، حسب تعبيره.